ألوية الناصر صلاح الدين

التربية الأمنية في السيرة النبوية ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأَنا معَ الصِّبيانِ فسلَّمَ علَينا ثمَّ أخذَ بيدي فأرسلَني برسالةٍ ، فقالَت أمي : لا تخبِرْ بسرِّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحدًا .
هنا يتجلى دور التربية الأمنية الصحية على السرية والكتمان، فكما هو من الواجب أن نربي الأبناء تربية صحيحة على نهج القرآن والسنة، يجب أن لا نغفل عن التربية الأمنية وتعويدهم على كتمان الأمور وعدم إفشائها على الملأ!
فهذه أم أنس بن مالك رضي الله عنهم تعلم ابنها أن الأسرار شيء عظيم يجب إخفاؤه عن الناس، مهما عظم هذا السر أو صغر فإنه يجب الاحتياط من خروج هذه الأسرار، حتى لا تكون أمورنا منشورة بين الناس، وإن من الأسرار والمعلومات ما من شأنه أن يكون نقطة ضعف يمكن من خلالها أن يستغل العدو الضحية وابتزازه من نقطة ضعفه !!
فالأحوط والأجدر بنا أن نكتم كل أمورنا ولا نعطي المعلومات إلا لجهات الاختصاص وعند الحاجة فقط.
أما عن وجوب السرية والكتمان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود}
وهذا حديث صريح واضح في وجوب الاستعانة بالله عز وجل على كتمان كافة الأمور الحياتية والعملية فضلاً عن الإجراءات الأمنية والعسكرية، فالكتمان والصمت صفة حميدة في المسلم، وهو ما جاء به الحديث المشهور { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت} وإنه ليس من الخير أن يتكلم المسلم بكافة أمور حياته التي لا داعي أن ينشرها بين الناس!
فليس كل ليس كل ما يعرف يقال ، وليس كل ما يقال حضر أهله ، وليس كل ما حضر أهله ، حان وقته ، و ليس كل ما حان وقته صح قوله (علي بن أبي طالب رضي الله عنه )