ألوية الناصر صلاح الدين

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:  (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله)  رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

 وفي رواية أنس بن مالك رضي الله عنه عند أبي يعلى:  (عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا: عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلأُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ الله، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله(

لا شك أن الهرب من النار والنجاة منها مطلبٌ لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، وهمٌّ يؤرِّق مضجع عباد الله الصالحين، وفوق ذلك: هو الفوز يوم القيامة   { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} (آل عمران: 185)، ولذا يوجهنا النبي r - في هذا الحديث - إلى سببين للنجاة من النار، هما: البكاء من خشية الله، والحراسة في سبيل الله.

تعد الحراسة في سبيل الله من أعظم مراتب الجهاد؛ لأن الحرّاس إما أن يكونوا في مقدمة الصفوف لقتال الأعداء، أو يسهرون بالليل لحماية الجيش من الأعداء، أو يسهرون لحماية أعراض المسلمين والحفاظ على الجبهة الداخلية من اللصوص والمتعاونين مع الأعداء،  يقول الإمام ابن النحاس: "اعلم أن الحراسة في سبيل الله من أعظم القربات، وأعلى الطاعات، وهي أفضل أنواع الرباط، وكل من حرس المسلمين في موضع يُـخشى عليهم فيه من العدو فهو مرابط.

وعلى معنى الجهاد يقول الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "لأن أبيت حارساً خائفاً في سبيل الله أحب إلي من أن أتصدق بمائة راحلة".

وقال الإمام المناوي في "فيض القدير"، حيث قال: "سوّى بين العين الباكية والحارسة؛ لاستوائهما في سهر الليل لله، فالباكية بكت في جوف الليل خوفاً لله، والحارسة سهرت خوفاً على دين الله".

ومن الجميل أن يقوم كل أهل حي بعمل ليلة رباط لحراسة منطقتهم من خطر اللصوص أو المتعاونين مع الأعداء، على أن يعقدوا أن تكون نيتهم رباط في سبيل الله، وخاصة في أرض غزة التي تعاني من آثار الإحتلال وأعوانه من المتخابرين،  ناهيكم عن أفضل الرباط في وأفضل الرجال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.