ألوية الناصر صلاح الدين

تُعدّ العبادات القلبية من أهم العبادات التي يُطالب بها المسلم، وهي تلك العبادات المتعلقة بالقلب والتي تعكس مدى ارتباط المسلم بربه، ومن أبرزها الإخلاص، والتقوى، والتوكل والخوف والرجاء من الله.

وعلى الرغم من أهمية العبادات البدنية إلا أن عبادات القلب قد تكون أحلى وأجمل أثرًا، وهذا ما يجده من كان قلبه موصولًا بالله عز وجل، فكان يسعى لنيل الأجر بالموازاة بين العبادات القلبية والبدنية، دون إهمال أو تغليب لإحداهما على الأخرى.

فضائل متعددة

النائب الأكاديمي لكلية الدعوة الإسلامية، عدنان حسان، قال: إن "العبادات القلبية هي أمور عبادية تتعلق بالقلب، ولها أثر على سلوك الإنسان في حياته، الأمر الذي ينعكس تلقائيًا على المجتمع".

وأضاف"للقلب فضائل متعددة، منها أنه مكان التنزل للواردات الإلهية حيث إن التكاليف الشرعية لله تعالى هي في القلب، كما أنها مناط التكليف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأفعالكم)".

وتابع: "صلاح القلب يؤدي إلى صلاح الفرد، وهذا يعني صلاح المجتمع".

وأوضح حسان أن صلاح القلب ينقسم إلى نوعين، أولهما الصلاح المادي والجسدي، والثاني هو الصلاح المعنوي، أي صلاح النفس لتقوم بالمهام التي دعا إليها الله تعالى.

وبيّن أن العبادات القلبية متعددة، منها الإخلاص والتوكل، والخوف والرجاء والتوبة، وهذه أبرز العبادات القلبية التي تختلف عن العبادات التي تتعلق بالجسد من الأفعال الظاهرة كالصلاة والزكاة والحج أو العبادات القولية كالذكر والتسبيح.

وأشار إلى أن "للعبادات القلبية واردات على القلب يحرم على الإنسان أن يرتكبها كالكفر، وارتكاب الكبائر وصغائر الذنوب، بالإضافة إلى وجود واردات على القلب في انشغاله عما أمر به الله تعالى وهذه تكون في التعلق بالدنيا الزائد".

وقال: "يعيش المسلم تذبذب درجات الإيمان بين القوة والضعف وفق هذه العبادات، فكلما زادت العبادات القلبية كالإخلاص والتوبة من الذنوب فإن المنسوب الإيماني يرتفع عند الإنسان، وبالتالي يصلح حاله وحال المجتمع".

ولفت حسان إلى وجود عوامل تحيي قلب المسلم، من أهمها ذكر الله تعالى، ففي الذكر إحياءٌ لقلب المسلم، بالإضافة إلى زيارة القبور لاتخاذ الموعظة الحسنة، ورفقة الصالحين والبعد عن أصحاب السوء.

وأوضح: "لكي يبقى القلب معلقًا بالله ويخلص العبادة البدنية والقلبية لربه، على هذا القلب أن يبتعد عما يفسده، ومن هذه المفسدات شغل القلب بغير الله وتعلقه بالغير، وكثرة التخالط مع الناس وإضاعة الوقت، بالإضافة إلى كثرة تناول الطعام والشراب والنوم".