ألوية الناصر صلاح الدين

بات الجميع يدرك أهمية الإعلام في تغطية أحداث مسيرة العودة وتسليط الضوء على بطولات المتظاهرين السلميين، وكذلك تغطية جرائم الاحتلال وتوثيقها ونقلها للعالم.

أمام هذا الدور الرائد للصحفيين في مسيرة العودة، يقوم بعض الصحفيين وبدافع الحرص على السبق الصحفي، يقوموا ببعض التجاوزات التي قد تجني آثار سلبية وربما مخاطر عليهم وعلى المشاركين في المسيرة وربما على المجتمع بشكل عام، ومن هذه التجاوزات:

1. نشر الشائعات: قد يكون الصحفي أداة لنشر الشائعات من حيث لا يدري، وقد يتسبب بترويج رواية العدو ويحدث آثاراً سلبية على مجتمعه.

2. نقل الصور "الصّادمة": والتي تتمثل في نشر صور الإصابات وحالات البتر والشهداء بطريقة غير مناسبة، أو نشر صور للنساء المصابات في المسيرة.

3. عقد المقابلات مع مشاركين مكشوفي الوجه: حيث يقوم بعض الصحفيين بعقد مقابلات صحفية مع المشاركين في "قص السلك" أو عناصر "وحدة الكوشوك" أو عناصر "وحدة الطائرات الورقية"، وتعرض المقابلات مع هؤلاء المشاركين بوجوههم المكشوفة، ما يعرضهم للخطر.

4. انتهاك الخصوصية والتصوير داخل الخيام: حيث يقوم بعض الصحفيين بالتصوير داخل الخيام الخاصة بالعائلات، ظناً منه أنها خيام عامة، مما يعرضه والعائلات للحرج.

5. نقل أسماء "شهداء" دون التأكد من المصادر الطبية: حيث يتناقل الصحفيون والنشطاء أسماء شهداء دون التأكد منها، الأمر الذي قد يشكل صدمة للعائلات.

هذه نماذج من تجاوزات الصحفيين خلال تغطيتهم لأحداث مسيرة العودة، أما نحن في "المجد الأمني" وانطلاقاً من دورنا التوعوي الأمني، فإننا نرفق مجموعة من التوجيهات للصحفيين آملين أن يلتزموا بها خلال عملهم الصحفي، ومن هذه التوجيهات:

1. تأكّد من مصدر الأخبار، واجتهد أن تتبع المصادر الرسمية (الأجهزة الأمنية، المصادر الطبية) وحاول قدر المستطاع عدم تناقل أخبار مواقع التواصل إلا بعد التأكد منها، حتى لا تكون مروّجاً للشائعات.

2. اجتهد في عقد مقابلاتك مع أشخاص يضعون "قناع أو كوفيّة"، خصوصاً هؤلاء الذين يتصدرون مشهد المقاومة السلمية (وحدة الكوشوك، وحدة الطائرات الورقية، وحدة قص السلك)، حتى لا يتعرف عليهم الاحتلال.

3. عند نقل أسماء الشهداء اترك الأمر للمصادر الطبية والناطق باسمها د. أشرف القدرة فقط، حفاظاً على مشاعر العائلات.

4. احرص على الاستئذان قبل تصوير أي مقابلة، خصوصاً داخل الخيمات، لأن بعضها يعود لعائلات.

5. تجنّب تصوير الأخوات والنساء خلال تعرضهن للإصابة، التزاماً بأخلاقيات الصحافة، ومراعاةً لطبيعة المجتمع.

6. احرص على ارتداء زي الصحافة، وإحضار ما يثبت أنك صحفي خلال عملك.

وفي الختام، تأكد أيها الصحفي أنك تؤدي دوراً رائداً وتقدم رسالة إنسانية خدمة للقضية الفلسطينية، وأن أخلاقك المجيدة تصنع منك نموذجاً رائعاً يحتذى به.