ألوية الناصر صلاح الدين

أصابك الفتور... وألَّم بك الملل.. وخارت قواك .. ووهنت عزيمتك ... فأخرجت - أوشكت أن تخرج - من حالتك الروحية والإيمانية التي بدأت بها رمضان ... لا تقلل ؛ لست وحيدًا فهذا حال الكثيرين، يبدأ بهمة عالية وعزيمة تنقل الجبال من مكانها، ولكن سرعان ما تخور هذه الهمة وتضعف العزيمة ...

هل نستسلم ونرفع الراية وندع أنفسنا تسبح مع تيار التكاسل ... أم يكون لنا وقفة تصحيح ، وتدارك ؟

إن مما يعين المؤمن على معالجة الفتور والملل من العبادة تذكر الجوائز التي رصدها المولى تبارك وتعالى من مغفرة الذنوب والتعق من النيران ومضاعفة الحسنات ، وهذه حقيقة في علم النفس البشري ، فكلما تذكر المتنافسون الجوائز التي يتنافسون عليها زادت همتهم .

تخيل وتفكر فيما يلي :

- في رمضان لله كل ليلة عتقاء من النار.

- في رمضان كل ليلة منادٍ ينادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر لتحيا قلوبنا على الخير.

- في رمضان مغفرة للصغائر لمن صام والصيام صباحاً، ومغفرة للصغائر لمن قام والقيام مساء ؛ ويجمعهما حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. وقوله بأبي هو وأمي :(من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ متفق عليه

- في رمضان، في العشر الأواخر منه، ليلة القدر التي تساوي العبادة فيها مقدار ألف شهر أي 83 سنة و3 شهور تقريباً.

والنفس البشرية إن لم تتأثر بالترغيب تأثرت بالترهيب ، وفي ذلك نتأمل قوله صلوات ربي وسلامه عليه : (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فأدخله الله النار فأُدخل النار فأبعده الله قال جبريل لمحمد: قل آمين، قال محمد – صلى الله عليه وسلم – : آمين) والتفكر في هذا الحديث يعني الخوف والهلع والمبادرة إلى العمل .

ولشيخ الإسلام ابن تيمية قول محفز في ذلك : (العبرة بكمال النهايات، لا بنقص بالبدايات).

ولعلنا لا نغفل عن أهم باب في هذا الصدد وهو باب السؤال والدعاء، فلنكثر من دعاء المولى تبارك وتعالى بأن يثبتنا على طاعته... ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار... اللهم آمين.