ألوية الناصر صلاح الدين

تلجأ المخابرات الصهيونية إلى أحقر الأساليب للضغط على المواطنين الفلسطينيين لإسقاطهم في وحل العمالة, أحد أسوأ تلك الأساليب هي عملية الابتزاز الأخلاقي للشخص المستهدف للضغط عليه وتهديده للعمل مع المخابرات الصهيونية في استهداف مقدرات الوطن والمقاومين.

ولقد نجحت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة في إفشال عدد من حالات الابتزاز التي أقدمت عليها مخابرات الاحتلال ضد عدد من المواطنين من سكان القطاع, خاصة مع تطور قدرات الأجهزة الأمنية التقنية والمعرفية, وقدرتها على كشف طرق وأساليب العدو في إسقاط العملاء, فضلاً عن التوعية الأمنية التي تراكمت لدى سكان قطاع غزة خلال الفترة السابقة.

إحدى عمليات الابتزاز التي نجحت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة في إفشالها, كانت لشاب في العشرينات من عمره حاولت المخابرات الصهيونية إسقاطه في وحل العمالة بعد أن تم ابتزازه بمواد لا أخلاقية كان ذلك الشاب قد وقع بها, بعد أن تم استهدافه من قبل إحدى فتيات المخابرات الصهيونية.

يقول الضابط الذي كان مسئولاً عن تلك القضية, أن أحد الشباب الذين أوقع بهم الاحتلال في قضية لا أخلاقية جاء إلى أحد مقرات الأمن الداخلي برفقه أحد أقربائه للتبليغ عن ما حدث معه بعد اتصال أحد ضباط المخابرات الصهيونية به والطلب منه العمل مع الاحتلال, وابتزازه بقضية أخلاقية كانت فتاة المخابرات قد أوقعت ذلك الشاب بها.

ويضيف الضابط تم استقبال ذلك الشاب من قبل عدد من ضباط الأمن العاملين في المقر والاستماع إلى تفاصيل مع حدث معه منذ بداية عملية الإسقاط, ثم غادر برفقه قريبه بعد أن تحدث بكل التفاصيل التي يمكن من خلالها مساعدة ذلك الشاب.

وحول تفاصيل عملية الإسقاط, يقول الضابط أن ذلك الشاب كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير, وكان لا يتورع عن الحديث مع فتيات على تلك المواقع, وفي أحد الأيام تواصلت معه إحدى الفتيات التي عرفتها عن نفسها بأنها لبنانية من أصول فلسطينية, وأنها تحب المقاومة وتريد التضامن مع سكان قطاع غزة والتعرف على معاناتهم ومؤازرتهم.

 وبعد فترة من التواصل بين ذلك الشاب وفتاة المخابرات الصهيونية ازداد العلاقة بينهما, وبدأ الحديث بينهما في أمور لا أخلاقية, حيث تم استدراج ذلك الشاب لتبادل لقطات فيديو مخالفة للآداب مع فتاة المخابرات الصهيونية, إضافة لاتصالات عبر الجوال تحمل في مضمونها إيحاءات غير أخلاقية, وبعد ذلك قطعت فتاة المخابرات الاتصال به, ليتفاجأ ذلك الشاب بعد ذلك بأحد ضباط المخابرات الصهيونية يتصل به ويطلب منه العمل مع المخابرات الصهيونية مبتزاً إياه بالعلاقة مع تلك الفتاة.

ويضيف ضابط الأمن الذي يعمل في جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة, أنه بعد أن تحدث الشاب بكافة التفاصيل حول عملية الابتزاز ومحاولة الإسقاط في وحل العمالة, بدأ جهاز الأمن الداخلي باتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع تلك الحالات, وقد تم توجيه الشاب بعدم الاستجابة لضابط المخابرات الصهيونية وعدم الرد على الاتصالات ذات المصدر المجهول إضافة لإجراءات أخرى.

ويشير الضابط إلى أن الاحتلال يعمل على تضخيم السقطات الأخلاقية وتهويلها لمرتكبها, كما يعمل على إقناع الشخص المستهدف بأنه لا يمكنه التراجع والتوبة, وأنه قادر على الإضرار به, غير أن الحقيقة خلاف ذلك, وأن التعامل مع تلك الحالات سهل جداً, وقصة هذا الشاب دليل على ذلك, حيث أن ذلك الشاب يمارس حياته بشكل طبيعي ويعيش حياة مستقرة دون أي منغصات, بعد أن يئس ضابط الاحتلال من إسقاط ذلك الشاب في وحل العمالة.