ألوية الناصر صلاح الدين

يعتمد الاحتلال في تجنيد العميل وجره لمستنقعه على ثلاثة أسس:

الأول: التهوين من شأن المهام التي يكلف بها.

الثاني: طمأنته بأنه لن ينكشف.

الثالث: الإغراءات المادية.

وحتى يفهم العميل كم هو مغفل عندما يأمن لضابط المخابرات، ويدرك أنه مجرد أداة يتلاعب بها، ويلقيه ليواجه مصيره فور الانتهاء منه، أريد توضيح الأمور الآتية:

أولًا: لا يوجد جهاز مخابرات يقول للعميل أريد مساعدتك باغتيال القائد الفلاني، فدائمًا يهون له المهمة التي يقوم بها: نريد لون سيارته، أكلته المفضلة، أصدقائه، فريقه الذي يشجع.

هم يبنون على هذه المعلومات الصغيرة المتناثرة والتي يجمعها عدة عملاء، صورة أكبر وأشمل، ومن خلالها ترتكب جرائم قتل واعتقال لمقاومين.

فاللحظة التي يوافق بها العميل على تقديم معلومات "تافهة" لضابط المخابرات، فهو أصبح مشروع مجرم وشريك في القتل.

ثانيًا: يحرص الاحتلال على إيهام العميل بأنه لن ينكشف، وإعلام الاحتلال لا يسميهم عملاء بل "مشتبه في تعاملهم"، وذلك ليخلق وهمًا لدى عملائه بأن من اكتشفتهم المقاومة وسجنتهم أو أعدمتهم، ليسوا عملاء حقيقيين.

وهذا غير حقيقي فأعداد كبيرة من العملاء الحقيقيين اعتقلوا أو قتلوا أو هربوا من الضفة والقطاع إلى أحضان مشغليهم الصهاينة.

بعضهم رفع مؤخرًا قضية للمطالبة بتعويضات من السلطة، ووزير مالية الاحتلال وافق على طلبهم وقال "آن الأوان لنساعد من وقف بجانبنا في الحرب ضد الإرهاب".

لو لم يكونوا عملاء حقيقيين لما استجاب الاحتلال لطلباتهم، أليس كذلك؟

ثالثًا: الاحتلال يقدم الأموال والمساعدات لعملائه، لكنه لا شيء مقابل ما يخسره، فهو يخسر دينه ودنياه، ويصبح شريدًا مطاردًا، وقد يخسر حياته وحريته.

والكثير من العملاء الهاربين يعيشون لدى الاحتلال حياة تشرد وفقر، رغم ما يقدمه من فتات لهم، وربما شاهدتم التقرير الأخير عن قرية العملاء التي أقامها الاحتلال في النقب، وكيف يمنّ عليهم بتجديد الإقامات بعد إذلال وإهانة، وظروف معيشتهم بالغة السوء فيها.

في النهاية:

ضابط المخابرات هو من أقذر الناس وأكذبهم، ونظرته للعميل على أنه مجرد شيء يستغله، ويلقيه في القمامة.

تمامًا كما نفعل مع "ورق التواليت"، فرغم أهميته في حياتنا فنحن نلقيه في القمامة بعد الانتهاء منه، وهكذا العميل رغم أهميته للعدو الصهيوني، فمكانه الوحيد هو القمامة بعد الانتهاء منه.