ألوية الناصر صلاح الدين

فور كل تصعيد يقوم الاحتلال الصهيوني به ضد قطاع غزة، يباغت بقذائفه المراصد العسكرية التابعة للمقاومة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي تتبع لقوات "الضبط الميداني" التابعة للمقاومة، الأمر الذي يدفع للتساؤل: لماذا يكرر الاحتلال استهداف المراصد العسكرية؟ وكيف تشكل هذه المراصد خطراً على الاحتلال؟

تم إنشاء المراصد العسكرية بوجه الاحتلال الصهيوني بعد عدوان 2014، كرسالة تحدٍ واضحة للاحتلال، أن المقاومة ستراقب التحركات العسكرية الصهيونية، ولن تسمح بحالة الاستفراد بقطاع غزة، وستحميه من أي غدر صهيوني.

ومع إنشاء هذه المراصد، زاد استشعار الاحتلال لخطورتها يوماً بعد آخر، حيث باتت أهميتها تكمن في النقاط التالية:

1. مراقبة تحركات العدو الصهيوني: حيث تقوم المراصد العسكرية بمراقبة تحركات العدو ونقل معلومات التحركات لقيادة المقاومة، والتي تستدعي القيام بأعمال ضرورية لمنع أي تغولٍ قد يقوم به الاحتلال بحق شعبنا.

2. دراسة مواقع العدو: تقوم وحدات الرصد العاملة في الميدان بعمل دراسة لمواقع العدو، من حيث طبيعتها وتفاصيلها وطبيعة الآليات المتواجدة فيها والأجهزة المستخدمة داخل الموقع، الأمر الذي جعل الاحتلال "كتاباً مفتوحاً" للمقاومة، التي تقوم ببناء خططها بناء على معلومات المراصد.

3. رصد زيارات قادة العدو الصهيوني: وما يصاحب هذا الرصد من رسائل إعلامية تبثها المقاومة تجاه العدو، ورأينا كم تكررت زيارات قادة العدو، وكيف كانوا تحت نيران قناصة المقاومة.

4. مراقبة الحدود والحد من تسلل العملاء: حيث نجحت المراصد بتزويد المقاومة بمعلومات عن تسلل العملاء إلى الكيان الصهيوني، ما سهّل عملية إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم.

5. رسالة تحدٍ سياسية: وفيها تعلن المقاومة أنها باقية في وجه الاحتلال، ولن تترك الميدان له لا في السلم ولا في أوقات المواجهة.

إن هذه الأهمية للمراصد جعلت الاحتلال يدرك حجم الخطر الذي تشكله، لذلك يتعمد قصفها، ويتعامل معها كمواقع عسكرية، لذا وحرصاً على أرواح مجاهدينا وعناصر مقاومتنا ننوه إلى ضرورة توخي الحذر في أوقات التصعيد، حتى لا نكون فريسة سهلة للاحتلال.