ألوية الناصر صلاح الدين

أفلح الرئيس الأميركي باراك أوباما في تشكيل "كتلة مانعة" في الكونغرس تسمح له بإقرار الاتفاق النووي مع إيران من دون الحاجة الى استخدام الفيتو في مواجهة الغالبية الجمهورية.

ويشكل نجاح أوباما في نيل تأييد 41 سيناتوراً ديموقراطياً ضربة قوية لمساعي رئيس الحكومة الصهوينية الارهابي بنيامين نتنياهو لإحراج أوباما والديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد فشله في دفع الديموقراطيين الى التمرد على رئيسهم.

وأشارت وسائل الإعلام إلى أن النجاح الكبير لأوباما يتمثل في نيل تأييد 41 سيناتوراً ديموقراطياً للصفقة مع إيران.

والمسألة هنا ليست مجرد نجاح كمي، وإنما تنطوي على معان جوهرية، فامتلاك 41 صوتاً في مجلس الشيوخ يسمح بإجراء يسمى في مجلس الشيوخ "فيليبوسترز" (Filibusters) وهو ما يمنع التصويت على مشروع قرار من الجمهوريين برفض الاتفاق النووي من أساسه.

وبحسب الصحيفة الصهيونية "هآرتس" فإن أوباما حقق "الكتلة المانعة" من 41 عضواً بعدما أيد السيناتورات ريتشارد بلومنتال، رون وايدن وغاري بيترز الاتفاق النووي.

وقال الثلاثة في بيانات منفصلة إنه برغم عدم كمال الاتفاق، إلا أنه لا يزال الخيار الأفضل المتوفر.

وهناك اعتقاد أن أوباما قد ينجح في زيادة الكتلة المانعة لتصل إلى 42 عندما تعلن السيناتورة عن ولاية واشنطن، ماريا كونتفيل عن تأييدها الاتفاق.

وتأمل الإدارة الأميركية في أن يعلن جميع أعضاء مجلس الشيوخ الـ 41 هؤلاء عن تأييدهم لإجراء "فيليبوسترز" الذي يمنع عرض أي مشروع قانون مهم إذا لم يحظ بأغلبية تزيد عن 60 سيناتوراً, وهذه الغالبية مستحيل توفيرها إذا وقف ضدها 41 سيناتوراً.

ومع ذلك، ليس بالضرورة أن السيناتورات المؤيدين للاتفاق هم أنفسهم سيميلون للإعلان عن إجراء "فيلبوسترز" من دون أن تبذل الإدارة الأميركية جهوداً إضافية لإقناعهم بالعمل وفق ذلك، إذ قد يرى البعض أن المسألة مهمة، وأنه من واجب الكونغرس مناقشة الموضوع والتصويت عليه.

وفي كل حال يُنظر لنجاح أوباما في تجنيد 41 سيناتوراً إلى جانب الاتفاق النووي وكأنه ضربة شديدة لمساعي الجمهوريين واللوبي الصهيوني والحكومة الصهيونية لإحباط الاتفاق.

وتبين أن كل الجهود السابقة والضغوط الهائلة لم تفلح سوى في تجنيد حوالي 10 في المئة فقط من أصوات أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين لمعارضة الاتفاق.

وكانت الضربة الأكبر للكيان الصهيوني في هذه المساعي أنها لم تنجح سوى في حشد اثنين فقط من بين أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين اليهود العشرة ضد الاتفاق مع إيران.

ومعروف أن عملية التصويت في الكونغرس على الاتفاق النووي مع إيران ينبغي أن تنتهي قبل 17 أيلول الحالي.

وبحسب التقديرات فإنه إذا كان لا بد من إجراء تصويت فقد يتم ذلك اليوم الخميس, ولكن الجمهوريين، وفق "هآرتس" يريدون أن يتم التصويت يوم الجمعة للإفادة من تاريخ 11 أيلول الحساس لممارسة الضغط السياسي والإعلامي على الديموقراطيين.

وكان نجاح أوباما وفشل الارهابي نتنياهو قد أثارا انتقادات واسعة ضد الأخير في دولة الاحتلال.

وقالت نائبة زعيم "المعسكر الصهيوني"، تسيبي ليفني إن على الارهابي نتنياهو "بدل أن يسوِّق في الفايسبوك فشلاً أمنياً مثيراً على أنه نجاح، ينبغي له العمل حالياً لتقليص الضرر الناجم وإصلاح التحالف مع الولايات المتحدة والتحشيد إقليمياً لمواجهة الخطر الجديد الذي نشأ في ولايته".

كما أن زعيم "هناك مستقبل" يائير لبيد قال إن واقع نيل الاتفاق النووي تأييداً كهذا من جانب الديموقراطيين في الكونغرس يوفر قرينة على فشل المجرم نتنياهو.

وأضاف أن "كل نظريات نتنياهو تحطمت, ويبدو أن المجرم نتنياهو بكل بساطة أخطأ على طول الطريق".

وأشار إلى أن الارهابي نتنياهو أدار معركته ضد البيت الأبيض "باستهتار وعدم مسؤولية".

وقد رد حزب "الليكود" على لبيد قائلين إنه بكلامه هذا "يمس بمساعي الاحتلال الإعلامية"، وهي "عدا عن قلة الفهم فيها تشهد على انعدام المسؤولية".

وكانت صحف صهيونية نشرت استطلاعاً للرأي أظهر أن 64 في المئة من الصهاينة يعتقدون أنه لم تكن هناك فرصة أمام المجرم نتنياهو لإفشال مساعي الرئيس أوباما لتمرير الاتفاق النووي.

ولكن أنصار المجرم نتنياهو لا يزالون يتحدثون عن غالبية في الكونغرس، وفي الرأي العام الأميركي، ضد الاتفاق النووي.

وقال بعضهم إن "الفكرة التي تبلورت في الذهن الأميركي هي أن دولة الاحتلال هي الحليفة وإيران هي العدو الذي ينشر الإرهاب, بل إن مؤيدي الاتفاق في أميركا يقولون بوجوب تعزيز العلاقات والحلف مع الاحتلال".

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري تحدث يوم السبت الماضي مع المجرم نتنياهو للمرة الأولى منذ شهر تموز الماضي، وشدد أمامه على التزام الولايات المتحدة بأمن الكيان الصهيوني وبتعميق العلاقات الأمنية معها.