ألوية الناصر صلاح الدين

قال مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن سلطات الاحتلال لا تزال تعتقل 48 أسيراً فلسطينياً منذ ما يزيد عن 20 عاماً، بينهم 12 أسيراً أمضوا ما يزيد عن 30 عاماً خلف القضبان بشكل متواصل أقدمهم الأسير كريم يونس المعتقل منذ عام يناير 1983.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر بأن الأسرى الاثني عشر ضمن قائمة الشرف والبطولة التي تضم 48 أسيراً أمضى أقلهم 20 عاماً، بينما نصفهم أمضى ما يزيد عن ربع قرن متنقلاً بين السجون، و12 منهم أمضوا ما يزيد عن 30 عاماً متواصلة، ورغم ذلك لا زالوا يتمتعون بروح معنوية عالية، ولم يستطع الاحتلال أن يكسر شوكتهم أو يضعف عزائمهم، أو يزرع اليأس في نفوسهم، فمنهم من حصل على شهادات الدراسات العليا، ومنهم من ألف الكتب والقصص ودواوين الشعر وغيرها.
وأضاف الأشقر بأن29  أسيراً من هؤلاء معتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلوا الذى وقعته السلطة مع الاحتلال عام 1994، وهم من يطلق عليهم "الأسرى القدامى" وهم من تبقى من الأسرى الذين اعتقلوا خلال سنوات الانتفاضة الأولى 1987 وما قبلها، وكان من المفترض إطلاق سراحهم جميعاً، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، أواخر عام 2013 إلا إن الاحتلال تراجع عن إطلاق سراحهم بعد تعثر في المفاوضات .
وأشار إلى أن هذه الفئة من الأسرى لم تأخذ حقها في تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام، فلكل أسير منهم حكاية ألم ومعاناة مختلفة عن بقية الأسرى، فمنهم من فقد أحد والديه أو كليهما، او ابناً او أخاً او عزيزاً على قلبه، دون أن يتمكنوا من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، ومنهم من كبر أبناؤه وتخرجوا من الجامعات وأصبح لهم زوجات وأبناء بعد أن كانوا اطفالاً حين اعتقاله، ومنهم من تزوجت بناته ولم يستطع أن يهنئها أو يشارك في حفل زفافها مما ترك حسرة في قلبه .
وعد الأشقر هذه الفئة من الأسرى يستحقون أن نذكرهم ونتغنى ببطولاتهم على مدار أيام السنة، وليس في يوم الأسير الفلسطيني فقط، أو المناسبات الخاصة بالأسرى، وكذلك العمل الجاد من أجل إطلاق سراحهم، حيث تجاوزت أعمار بعضهم الستين عاماً، وقد أمضوا ما يزيد عن نصف أعمارهم خلف القضبان، بعد أن تجاوزتهم كل الصفقات.
 وتابع قائلاً : "الأسرى القدامى يعانون معاناة مضاعفة كونهم أمضوا عشرات السنين خلف القضبان، حيث يعانى غالبيتهم من ظروف صحية سيئة نتيجة فترة الاعتقال والظروف السيئة التي يعيشها الأسرى داخل السجون، كما يعانون من عدم إجراء الفحوص الدورية لهم بشكل منتظم وذلك لاكتشاف الأمراض في أجسادهم قبل استفحالها لكبر سنهم، والتنقلات المستمرة، كما يعاملهم الاحتلال كبقية الأسرى الاخرين، ولا يراعى سنوات اعتقالهم الطويلة أو كبر سنهم ".
وطالب وسائل الإعلام بتسليط الضوء على أكثر هذه الفئة من الأسرى التي أمضت عشرات السنين خلف القضبان من اجل حرية وكرامة الشعب الفلسطيني .