ألوية الناصر صلاح الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"

بيان صادر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية

يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم في مثل هذه الأيام من عام 2005م اندحر العدو صاغراً عن أرض قطاع غزة الصامد، يجر أذيال الخيبة الهزيمة والانكسار، بعد جولات طويلة من الصراع المتواصل بين هذا العدو المجرم والمقاومة الفلسطينية الباسلة، قدمت خلالها المقاومة وشعبنا المعطاء قوافل من الشهداء الأبرار وسيلاً من الداء الزكية الطاهرة، وصمدت المقاومة صموداً أسطورياً وأبدعت في تطويع كل الإمكانات رغم ضعفها ومحدوديتها في مقاومة الترسانة العسكرية الصهيونية الضخمة التي كانت تحمي بضعة آلاف من المغتصبين الذين كانوا يحتلون قطاع غزة.

إن مغتصبات قطاع غزة السابقة التي كانت تحت قبضة المحتل لعشرات السنين ها هي اليوم وبعد ثلاثة عشر عاماً من اندحار العدو عنها تعود إلى أبنائها ويعود إليها أهلها ويحيونها من جديد ويعيدون إليها الحياة، وتتمترس فيها المقاومة برجالها ومواقعها ومقراتها لتسجل صفحة عظيمة من صفحات المجد والبطولة ونموذجاً حياً على إرادة الحياة وإرادة المقاومة.

يا شعبنا الصامد الأبي: إن هذه الذكرى العظيمة يسجل فيها شعبنا واحداً من أهم انتصاراته التاريخية على المحتل الصهيوني، ألا وهو كسر عقيدته ومعادلات أمنه القومي المزعوم التي أقام كيانه عليها، فأسقط شعبنا ومقاومتنا معادلة شارون "نتساريم كتل أبيب" وأسقطت دماء شهدائنا استراتيجية نقل المعارك إلى أرضنا وكسرت مقاومتنا معادلة الردع، ولا تزل مقاومتنا تسجل في كل مرحلة حضورها وبطولاتها وإنجازاتها في مقابل إنجازات وهمية وباهتة يحاول أرباب التنسيق الأمني تسويقها لشعبنا المجاهد الذي يحتضن المقاومة وهو جزأ لا يتجزأ منها، فنحن من شعبنا وشعبنا منا، وإن تجربة غزة في دحر المحتل يجب وجوباً وطنياً أن تنتقل إلى الضفة المحتلة لدحر المحتل عنها وإعادتها إلى حضن الوطن بالمقاومة ومقارعة المحتل والصمود في وجهه، لا بالتطبيع والتنسيق والتدجين والاندماج مع العدو المغتصب.

يا جماهير شعبنا المرابط/ إنا في الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وفي هذه الذكرى المباركة نؤكد على ما يلي:

أولاً: إننا إذ حررنا بدمائنا وعرقنا وتضحياتنا وصواريخنا وعملياتنا المباركة أرض قطاعنا الحبيب، فإننا نتمسك بإرث الشهداء ووصيتهم في الحفاظ على أرضنا والدفاع عنها حتى لآخر قطرة من دمائنا والتمسك بسلاحنا حتى دحر آخر جندي ومغتصب عن أرضنا الطاهرة في كل ربوع فلسطين، وإن أية مشاريع تنتقص من هذه الحقوق مصيرها السقوط والفشل والإندثار.

ثانياً: إن هذه الذكرى تضعنا أمام حقيقة راسخة، وهي أن الشرعية الحقيقية وأم الشرعيات على هذه الأرض هي المقاومة التي قدمت هذا الإنجاز الحقيقي النادر في تاريخ شعبنا، وأرغمت المحتل على ترك أرض فلسطينية عزيزة تحت ضربات المقاومة وصمودها الأسطوري، وعليه فكل شرعية مزعومة تتجاوز المقاومة لا تمثل شعبنا ولا ترقى لحمل همومه ولن يكتب لها النجاح في تمثيل شعبنا والبلوغ به إلى أماله وتطلعاته في التحرير والانعتاق من الاحتلال وتطهير الأرض والمقدسات.

ثالثاً: إن المقاومة التي نحتت في الصخر وأوجدت الإمكانات التي طردت الاحتلال من غزة عام 2005م لهي اليوم تمتلك عشرات الاضعاف من الإمكانات التي تشكل هاجساً ورعباً دائماً للعدو، ويعمل لها العدو ألف حساب، وغننا نؤكد من جديد على جاهزيتنا في فصائل المقاومة لرد أي عدوان عن شعبنا بكل ما نملك من الوسائل والإمكانات، وصولاً إلى تحرير أرضنا ومقدساتنا بإذن الله.

رابعاً: إننا ندعو إلى إطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة ليأخذ دوره ومكانه الطبيعي في مواجهة الاحتلال وكنسه عن أرض الضفة، فشعبنا الذي خاض معركة تحرير غزة بكل تفاصيلها لهو قادر على إرباك كل مخططات العدو في قضم الضفة وضم القدس وتصفية القضية الفلسطينية، وإن الرد العملي على كل الصفقات المشبوهة والمخططات الخطيرة لتصفية قضيتنا هو اطلاق حالة عامة من المقاومة ومقارعة الاحتلال ووقف كل أشكال التنسيق معه، خاصة بعدما أثبتت كل مشاريع السلام والتسوية مع الاحتلال فشلها الذريع وإخفاقها وتضييعها للحقوق عبر أكثر من ربع قرن من الزمن.

ختاماً.. كل التحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا للوطن أغلى ما يملكون، والتحية لجرحانا الأبطال الذين سالت دماؤهم في سبيل تطهير الأرض من المحتلين، والتحية لأسرى الحرية الميامين الذين قضوا زهرات أعمارهم في السجون فداء لأوطانهم وشعبهم، والتحية للاجئين المتمسكين بالعودة إلى أرضهم رغم أنف كل المتآمرين، والتحية لشعبنا الأبي المرابط في كل مكان.

والله أكبر والنصر للمقاومة

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية

الأربعاء 12 / 9 / 2018م