ألوية الناصر صلاح الدين

إن القارئ للسيرة النبوية قراءة معمقة، محللاً لمواقفها يُدرك أن ممارسات الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمنية كانت تُلازمه خلال دعوته في إشارة منه لضرورة الأمن ودوره في تأسيس وحفظ الدولة الإسلامية.

فلقد كان الصحابة الكرام حريصين على حماية الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن في حمايته حماية للوحي، فهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – الاستشهادي الأول قبِل أن يبيت في فراش رسول الله، وهو يعلم أن ذلك قد يكلفه حياته.

وتأمل موقف أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وهو يسير مع رسول الله في رحلته إلى المدينة في شدة حرصه على حياته - صلى الله عليه وسلم – يسير مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره.

وفي أول ليلة من قدوم رسول الله إلى المدينة المنورة، حرص الصحابة الكرام على حمايته إدراكاً منهم لأهمية حماية القيادة من مخاطر الكفار ومنافقيهم، ففي تلك الليلة سمع - صلى الله عليه وسلم – خشخشة سلاح فقال: من هذا؟ ، قال: سعد بن أبي وقاص ، فقال رسول الله: ما جاء بك؟ ، فقال سعد: وقع في نفسي خوف على رسول الله فجِئت أحرسه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام.

وممن كان يحرس رسول الله الصحابي الجليل مِحْجَن بن الأذرع، والذي كان يُرافقه أثناء خروجه - صلى الله عليه وسلم – في الليل لبعض حاجته.

فيما كان الصحابة الكرام يتسابقون لحراسة النبي - صلى الله عليه وسلم – حتى أنزل الله عليه " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" المائدة67