ألوية الناصر صلاح الدين

بدأت الولايات المتحدة و"الكيان الصهيوني"، في الأسبوعين الماضيين، محادثات حول اليوم الذي يلي إقرار الكونغرس الأميركي للاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، حسبما أفاد موظفون حكوميون صهاينة وأميركيون.

ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس الأحد عن هؤلاء الموظفين قولهم إن هذه اتصالات أولية بمستوى موظفين، لكن يتوقع أن تصبح محادثات بين مستويات سياسية عليا في الأسابيع القريبة المقبلة.

ووفقا للصحيفة، فإن نائب مدير عام وزارة الخارجية الصهيونية، جيرمي يسسخاروف، طرح سؤالا على رئيس الحكومة الارهابي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع يوم الخميس قبل الماضي، وقال "ألم يحن الوقت للبدء في مداولات مع الأميركيين حول المقابل الذي ستحصل عليه دولة الكيان في أعقاب الاتفاق النووي؟" وذلك على ضوء قرب حصول الرئيس الأميركي باراك أوباما على كتلة مانعة في الكونغرس لإقرار الاتفاق النووي.

وكان أوباما قد هاتف نتنياهو، في الثاني من نيسان الماضي، في أعقاب التوصل إلى اتفاق المبادئ الأولي بين إيران والدول الكبرى، واقترح بدء محادثات فورية حول تحسين قدرات الجيش الصهيوني في أعقاب الاتفاق النووي.

وكرر أوباما اقتراحه في محادثة مع نتنياهو أجراها في 14 تموز الماضي.

وفي كلتا المحادثتين رفض نتنياهو الاقتراح وفضّل التركيز على محاولاته لإفشال إقرار الاتفاق في الكونغرس، الأمر الذين تبين في الأسبوعين الأخيرين أنه فشل فيه.

ورد نتنياهو على سؤال يسسخاروف، بحسب ثلاثة أشخاص حضروا الاجتماع، بالقول إنه "سنبدأ بمحادثات كهذه بعد أن يتضح أن الاتفاق النووي سيمر في الكونغرس".

وقالت الصحيفة أن هذه المحادثات الأميركية – الصهيونية بدأت فعلا قبل أسبوعين لدى زيارة نائب وزير الخزينة الأميركي لشؤون الاستخبارات والإرهاب، آدم زوبين، لـ "الكيام الصهيوني", وزوبين هو المسؤول من قبل الإدارة الأميركية على موضوع العقوبات على إيران.

ورغم أن مسؤولين أميركيين وصخاينة وصفوا محادثات زوبين في "دولة الاحتلال" بأنها اعتيادية ودورية، إلا أن الصحيفة نقلت عن موظفين صهاينة وأميركيين رفيعي المستوى قولهم إن هذه المحادثات تدحرجت بصورة طبيعية إلى محادثات حول "اليوم الذي يلي" الاتفاق النووي والتعاون الأمني والسياسي والاستخباري المستقبلي بين دولة الاحتلال وأميركا ضد إيران.

وقال موظف أميركي رفيع للصحيفة إنه "خلال الأسبوعين الأخيرين، بعدما بدأ يتضح أن الاتفاق النووي سيتجاوز الانتقادات في الكونغرس، لم يعد بالإمكان عزله عن المحادثات التي أجريناها مع "دولة الاحتلال" حول اليوم الذي يلي الاتفاق, ولا ينبغي إصدار بيان ما عن أننا نبدأ محادثات الآن. وهذا يحدث بصورة طبيعية بكل بساطة".

وتناولت محادثات أجراها يسسخاروف مع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية – الأمنية، بونيت تالفار، المساعدات الأميركية من أجل تحسين قدرات الجيش الصهيوني والحفاظ على تفوقه النوعي على كافة الجيش الأخرى في الشرق الأوسط والتعاون الأمني ومواصلة توسيع الشراكة الإستراتيجية بين "دولة الاحتلال" والولايات المتحدة.

وتعتبر هذه المحادثات بمثابة مقدمة للقاء بين أوباما ونتنياهو سيعقد في البيت الأبيض في الأسبوع الثاني من تشرين الثاني المقبل، حيث سيصل نتنياهو إلى واشنطن في 8 تشرين الثاني.