ألوية الناصر صلاح الدين

يقوم الإعلام الصهيوني بدور كبير في زيادة الضغط على المواطنين في قطاع غزة، من خلال اللعب على وتر الأزمات والحصار المفروض على القطاع، حيث يسلِّط أدواته المنوّعة لتضليل الرأي العام الفلسطيني، ومن أبرز هذه الأدوات:

  • القنوات الإعلامية المختلفة والتي تستضيف المحللين والمتحدثين باسم المؤسسات الصهيونية الرسمية كالجيش.
  • الصحف اليومية وغير اليومية والتي تبث أخباراً ومقالات لكتّاب صهاينة، وتتعمد في كثير من الأحيان بث تسريبات حول أحداث معينة ولهدف مقصود.
  • وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، تويتر، الانستغرام، التليغرام ...) وهذه ينشط عليها المتحدثون الرسميون مثل المنسق والناطق باسم الجيش الصهيوني، وهي الوسائل التي باتت أكثر انتشاراً من غيرها في الوقت الراهن.

 من خلال متابعة هذه الوسائل، تبرز اتجاهات الإعلام الصهيوني في التعامل مع قضايا الحصار في غزة، حيث نجده يتعامل مع غزة بعدة أساليب، رصدناها لكم على النحو الآتي:

  1. التنصل من مسؤولية الاحتلال عن الحصار: من خلال بث كمية أخبار يحاول الاحتلال عبرها نفي أي مسؤولية عنه في مسألة الحصار، فمثلاً يقوم المنسق الصهيوني بنشر مقاطع فيديو تظهر إدخال شاحنات البضائع إلى غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، لكن في الحقيقة، فإن الاحتلال ومنذ زمن طويل يمنع إدخال البضائع، وبالنسبة للشاحنات التي تدخل هي عبارة عن مساعدات، وعددها يتقلّص يوماً بعد آخر، ما يكذّب رواية الاحتلال.
  2. تحميل مسؤولية الحصار للمقاومة: حيث يريد الإعلام الصهيوني إتهام المقاومة أنها المتسببة بالحصار والمعاناة لأهل غزة، فيقوم ببث مواد إعلامية موجّهة تظهر مثلاً استعدادات المقاومة والنفقات المالية، ثم يطرح الإعلام الصهيوني تساؤلاً: لماذا لا تنفق المقاومة هذه الأموال على أهل غزة.
    وللإنصاف نقول، إن المقاومة اليوم تنفق على المواطن الغزّي أكثر مما تنفق على مقدراتها العسكرية والأمنية، لأن عمل المقاومة بالأساس هو تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز صمود المواطن الذي يشكّل الحاضنة للمقاومة، ثم إن المقاومة تعد العدّة لصد أي تغوّل صهيوني، وحماية الشعب.
  3. تحميل مسؤولية الحصار لجهات إقليمية: فتارة يحمّل الاحتلال مسؤولية الحصار للأشقاء في مصر، وتارة يرمي الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية، لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية الكاملة عن الحصار والمعاناة.
  4. تحمل مسؤولية الحصار لكن تحت ظرف "إجراءات دفاعية": يقوم الإعلام الصهيوني أحياناً بالإعلان مثلاً عن إغلاق المعابر بسبب نشاط أمني، أو بسبب نشاطات المقاومة، لكن لا يعفيه أيضاً من تحمّل مسؤولية الحصار.

ختاماً .. إن وعي الشعب الفلسطيني بأساليب الاحتلال يزداد يوماً بعد آخر، ومع ذلك يزداد التفاف المواطنين حول المقاومة، وقد رأينا ذلك من خلال مسيرات العودة مؤخراً.