ألوية الناصر صلاح الدين

 

تسود حالة من السخط في الكيان الصهيوني على سوء إدارة الحكومة لملف قطاع غزة والأحداث الدائرة هناك منذ ستة أشهر والذي تسبب بتصدع سياسة الردع الإسرائيلية.

وعن هذا، يقول الكاتب الصهيوني بصحيفة "مكور ريشون"، المتطرف يائير شيلغ: إن "الأحداث المتلاحقة في قطاع غزة تعني أن الردع بات كلمة قذرة، لأن تطورات الموقف الميداني على حدود القطاع شكلت امتحاناً فاشلاً لهذا الردع، لأن الاستراتيجية الإسرائيلية هناك لم تمكن من نجاحه".

وأكد في مقاله , أن جبهة غزة المشحونة حملت في الأسابيع الأخيرة أجواء حرب حقيقية بين حماس والكيان الصهيوني".

وأضاف، "في كل يوم جمعة يسقط قتلى فلسطينيون يقرب أكثر من استحقاق المواجهة القادمة الحتمية، رغم أن حماس تعلم أن فروقات موازين القوى بينها وبين إسرائيل كفيلة بأن تتلقى ضربة قوية، لكن هذه المواجهة تبدو ضرورية لها لخروجها من حالة الخنق المستمرة ضدها من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر".

وعلى الرغم من أن الفرضية السائدة تقول: "إن أردت أن تطلق النار، فلا تتكلم كثيراً، أطلقها فوراً"، إلا أن حماس تهدد بأخذ زمام مبادرة الحرب القادمة من أجل تحقيق إنجازات معينة دون خوضها، ضمن خياراتها، بين الحسن والسيئ والأسوأ"، حسب شيلغ.

وأضاف، "أزمة حماس المتفاقمة في غزة قد تحول الإسرائيليين إلى بط في مرمى الصيد لحل أزمة الحمساويين"،

وأوضح شيلغ، وهو صحفي صهيوني، قائلاً إنني "أرى نفسي من الداعين لإيجاد تسوية سلام مع الفلسطينيين توقف سيطرة إسرائيل على الملايين منهم، وتحسن صورة إسرائيل حول العالم، لكن أي تسوية كهذه لا بد أن تقوم على الردع الإسرائيلي الواضح، لست أعلم ما هي الطريق الأسرع لتحقيق هذا الردع، لكني أفهم أن ألف باء الردع تعني أن يكون لدى الطرف الآخر، وهو حماس، ما قد يخسره في حال اندلاع أي مواجهة قادمة".

واستدرك بالقول إن "الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية تجاه غزة لا تحقق هذا الردع، لأنها دأبت، وما زالت تردد، أنها في أي مواجهة عسكرية ستكون معنية بالحفاظ على سلطة حماس في غزة، لأن بديل الفوضى يخيفها أكثر، ما يجعل حماس ليس لديها ما تخشاه من اندلاع مواجهة مع إسرائيل لأنها ستبقى في كل الأحوال الحاكمة لقطاع غزة".

وأضاف أن "هذا الموقف الحمائمي من المستوى السياسي الساعي لإيجاد تسوية مع حماس يتطلب موقفاً صقرياً من المستوى العسكري مفاده إرسال رسالة لحماس بأنه في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية قادمة فإنها ستفقد سلطتها في غزة من خلال ثمن إسرائيلي باهظ".

واستطرد بالقول إنه "ليس بالضرورة أن يتم ذلك من خلال اجتياح بري للقطاع، لأنه سيشمل خسائر بشرية إسرائيلية كبيرة، لكن إسرائيل قادرة على تكبيد حماس أضراراً كبيرة عبر سلاح الجو على أي استهداف لمواطنيها، سواء بضرب قادة حماس، أو مؤسساتها السلطوية، وصولاً لضرب أحياء سكنية يخرج منها منفذو العمليات، فليس معقولاً أن يتحول هدف الإبقاء على سلطة حماس هدفاً صهيونياً أكثر من كونه هدفاً حمساوياً".