ألوية الناصر صلاح الدين

يرى محلل سياسي وأخر عسكري، أن مسيرة العودة وكسر الحصار غداً الجمعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة ستكون عبارة عن ميزانٍ يُرجح الكفة إما للتصعيد أو للتهدئة.

وأكد المحللان بأن مسيرة العودة غداً الجمعة ستكون بالغة الخطورة والحساسية، مطالبين المقاومة والهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الاستمرار في المسيرة بطابعها السلمي والشعبي.

ويرى أحد المحللان أن المرحلة الحالية ذاهبة إلى تهدئة لأن جميع الأطراف سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية ليس لديها رغبة في حربٍ لا يمكن السيطرة عليها، فيما يرى الأخر بأن الأوضاع ذاهبة إلى تصعيدٍ محدود.

يُشار إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" أمر جيشه بتكثيف رده على مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، تدريجياً وإدخال نهج عدم التسامح مطلقاً، وسيبدأ تنفيذ السياسة الجديدة فورا وقبيل تنظيم المسيرات على الحدود".

الأوضاع غامضة

الخبير العسكري واصف عريقات قال: "إن الأوضاع لا تزال غامضة بشأن التصعيد بين فصائل المقاومة في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن قرارات "الكابنيت" تدلل بوضوح بعدم إجماع قادة الاحتلال على التصعيد العسكري ضد قطاع غزة.

ورجَّح عريقات في تصريح لـه، أن المرحلة الحالية ذاهبة لتهدئة لأن نتنياهو قلق وغير قادر حتى اللحظة على اتخاذ القرار لإدراكه ومعرفته المسبقة بكلفة الفاتورة التي قد يدفعها في اليوم الثاني من العدوان، مضيفاً: "هو يملك ساعة الصفر لكنه لا يملك ساعة الانتهاء من التصعيد".

وأشار إلى أن جميع الأطراف ترغب بالهدوء سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين، خاصة في ظل المساعي المصرية الكبيرة التي تجري على الأرض لتطويق تدحرج الأوضاع الأمنية على الحدود.

بالغة الحساسية والخطورة

من جهته يرى المحلل والكاتب السياسي هاني حبيب بأن الأوضاع على حدود قطاع غزة غداً الجمعة ستكون بالغة الحساسية وقد تتدحرج إلى تصعيد عسكري ما بين المقاومة والاحتلال، معللاً رؤيته بما يجري من تهديدات إسرائيلية وإصرارٍ من فصائل المقاومة على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار.

وقال حبيب لـه : "إن التجاذبات والخلافات داخل أعضاء الكنيست والأحزاب الإسرائيلية والاشارات التي تدعو لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، كل ذلك سيدفع لمزيد من التدهور على حدود قطاع غزة وربما يتدحرج التدهور من خطوط التماس إلى تصعيد عسكري لشن ضربات أكثر عمقاً داخل القطاع".

وتوقع حبيب أن الأمور لن تتدهور إلى حرب شاملة كما حدث عام 2014، معللاً ذلك بقناعة قادة الاحتلال بعدم تمكنهم من تحقيق الانتصار على قطاع غزة كالانتصارات الخاطفة التي كانت تجريها في بداية تأسيسها، خاصة وأن رئيس أركان جيش الاحتلال غادي ايزنكوت يعطي الأولوية لجبهة شمال "إسرائيل" حيث سوريا وإيران وحزب الله.

ودعا الكاتب والمحلل السياسي، فصائل المقاومة الفلسطينية للتركيز على مسيرات العودة بسلميتها وشعبيتها وتفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي لعسكرة المسيرة، والتمسك بإيجابيتها التي شكلت حرجاً كبيراً لإسرائيل في المحافل الدولية كافة.

دعوات للحشد غداً

ورغم تهديدات الاحتلال الإسرائيلي فقد قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار محمد الحرازين، اليوم الخميس: "غداً سنذهب للرباط على السلك الزائل، إسرائيل إذا كانت معنية بالهدوء عليها إنهاء الحصار عن قطاع غزة".

ودعت الهيئة العليا، جماهير شعبنا الفلسطيني للمشاركة الحاشدة في جمعة "معاً.. غزة تنتفض والضفة تلتحم" ضمن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار في الأسبوع الـ30 لانطلاقها.

واستشهد منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار أكثر من 205 مواطناً وأكثر من 22 ألف جريح جراء قمع قوات الاحتلال للمسيرات الشعبية والسلمية على حدود قطاع غزة.