ألوية الناصر صلاح الدين

يتعلم المرشحون الجدد من المدربين في مدرسة الموساد كيفية تجنيد العملاء في المخابرات الصهيونية ، وعموما من ناحية سيكولوجية ، تراعى نقاط الضعف في الشخص الذي يراد تجنيده ، وتدرس جيدا السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل عملية الاقتراب منة . وهناك ثلاث أساليب رئيسية تستخدمها الموساد للتجنيد وهى : الجنس والمال والعاطفة.

إن فكرة التجنيد لدى الموساد تشبه دحرجة صخرة عن تله وتستعمل كلمة (ليداردو) ، والتي تعنى الوقوف على رأس تله ودحرجة جلمود من هناك ، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء ، يتم اخذ شخص وجعله تدريجيا يقوم بشيء مخالف للقانون او للأخلاق ، ويتم دفعة منحدرا عن التله ، لكنة إن كان هذا الشخص على قاعدة راسخة فأنة لن يقدم المساعدة ، ولا يمكن استخدامه ، والقصد كله هو أن يتم استخدام الناس ، ولكن لكي يتم استخدامهم يجب قولبتهم ، وإذا كان هناك شخص سعيد في حياته ولا يحب الشرب او الجنس وليس بحاجة للمال ، وليست لدية مشكلات سياسية فلا يمكن تجنيده ، وما يمكن عملة هو التعامل مع الخونة ، فالعميل خائن مهما كانت درجة عقلنتة للأمر.

لذلك تتعامل كوادر الموساد مع أردأ أنواع البشر ، وقد تستخدم مهارات عاليه وغامضة في كيفية استقطاب الجواسيس في دول الجوار، ويقوم الموساد بتدريب عملائه على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات، فإما أن تكون قاتلا أو مقتولا.

وتلعب سيكولوجيا الجنس دورا مهما في أعمال الموساد الميدانية والتي هي على درجة عالية من الستر ، واستخدام النساء شائع كذلك في أعمال معظم المخابرات الأخرى ، ولكن يبدو انه ليس هناك من يجيده أكثر من المخابرات الصهيونية.

وعادة ما يتم تدريب المرشحين الجدد على كيفية توظيف الجنس في أعمال جمع المعلومات او التجنيد بعد الابتزاز.ففي سيكولوجيا الاستخبارات الصهيونية تم تكريس انتباه خاص للأفخاخ الجنسية ، حيث تلتقط صور لنساء شابات في أوضاع مثيرة ، وتستخدم لابتزاز الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع المخابرات ، حيث يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ، وهذا يعتبر سلاحا قويا في أجهزة المخابرات الصهيونية.

وتلعب هذه العمليات الابتزازية وفق نشاط رجال الموساد وعملاؤهم وتبعا لسيكولوجيا الجنس دورا مركزيا في الحرب النفسية كما يمارسها جهاز الموساد. * التجـنــيـــد * تتنوع أساليب (الموساد) في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات، ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك العملاء ، ويمكن أن نلخص نقاط الضعف هذه أو الدوافع (دوافع التجنيد) على سبيل المثال كالتالي:

1- الدافع المادي بغرض تحقيق رغبة ، أو “أمنية” يصبح الفرد أسيرا لها.

2- دوافع الانتقام والشعور بالاضطهاد.

3- نقص الدافع الوطني، خاصة عند اللذين يكثرون من الاختلاط بالأجانب(المتجنسين).

4-الضعف الخلقي والشذوذ الجنسي.

5- الابتزاز والضغط والتهديد والمساومة.

6- بعض تجار المخدرات والمهربين، مقابل مساعداتهم في التهريب.

8- التهديد بالقتل، او العمل مع الموساد مع المترددين والمهزوزين وطنيا.

9-استغلال دافع الغيرة والمنافسة والخلافات السياسية والخلافات العشائرية لتجنيد أفراد.

كما أن أساليب عملاء الموساد من اليهود تختلف أيضا عن تجنيد عملاء أجانب من جنسيات مختلفة.بعبارة أخرى ، إن اختيار العميل يختلف باختلاف أصل الأشخاص المطلوبين للعمل في جهاز الموساد .

أولا- اختيار المجند/ العميل الصهيوني(رجل الموساد) :

 تختار الموساد ضباطها ومد راء أقسامها ومسئولي محطاتها والعناصر المهمة في هيكليتها ، أي جسمها الرئيس من الصهاينة وأكثر تحديدا من ( الرعيل الأول ) من المهاجرين ومن الذين لهم ( تاريخ ) مؤكد وهم :

1- من أفراد وضباط القوات المسلحة ممن برزوا في حياتهم العسكرية ، وشاركوا في الحروب العدوانية ضد العرب، والفلسطينيين.

2- من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المتفوقين والمبرزين في حياتهم وعملهم وممن انهوا (الخدمة الإجبارية) في الجيش .

تدريب المجند ( العميل الصهيوني )

يتم بعد الاختبار تدريب العميل الصهيوني لمدة سنة كاملة، على المبادئ الأولية لطبيعة عمل المخبر.. ولا تختلف هذه التدريبات، عن تلك التي يتلقاها العملاء الروس والأمريكان ، فهي تضم دروسا في كيفية استخدام الشيفرة.. وحل رموزها، واستعمال الأسلحة الحربية، والدفاع عن النفس ” الجودو والكاراتيه ” . ولا شك في أن تمارين الذاكرة هي اكثر التدريبات إثارة للأعصاب.

عندما يكون العميل/ المجند يهوديا : تعتمد ( الموساد ) إلى حد بعيد على الطوائف والمنظمات اليهودية المنتشرة في أكثر من سبعين بلدا في أنحاء العالم ، في تجنيد العملاء وجمع المعلومات وتستفيد ( الموساد ) من وجود عدد كبير من اليهود المنتشرين في أنحاء العالم من أجل التخطيط لعمليات والحصول على بعض المعلومات الأساسية لتحركاتها.

الجاليات اليهودية في العالم: إن ضباط الموساد يعملون بشكل عام بصورة سرية في أوساط الجاليات اليهودية، وقد تلقوا تعليمات بالعمل في منتهى الحذر، كي يمنعوا أي إحراج وارتباك لدولة الكيان من قبل جهات معادية، للصهيونية، وهناك حوالي 500 منظمة في العالم تغذي الموساد الصلات بها باستمرار وتستخدم كقنوات لانسياب المعلومات والمواد المضللة والدعاية.

ويصنف هؤلاء العملاء اليهود إلى ما يلي:

أ- علماء، وخبراء، رجال سياسة، أساتذة جامعات، باحثون .. الخ. أي رجالات ذوي مراكز مهمة وحساسة.

ب- عملاء يهود مهمتهم جمع المعلومات، سواء كانت عن العرب، أو بعض التنظيمات اليسارية في تلك الدولة.

ج- عملاء يهود للقيام بتنفيذ المهمات الخاصة وهؤلاء لابد أن يمروا بمراحل تدريبية وتجارب خاصة.

د- عملاء يهود يزرعون في المؤسسات الحكومية والخاصة في الدول الأجنبية والعربية وأحزابها.

ثانيا: عندما يكون العميل / المجند أجنبيا أو فلسطينياً أو عربيا.

عندما يكون العميل / المجند أجنبيا : – تقوم الموساد بتجنيد نوعيات من الأجانب وخاصة من الفلسطينيين ومن العرب الذين يزورون  دولة الكيان، أو بوساطة ضباط محطاتها في دول متعددة ، ويتم التجنيد بشكل مباشر لصالح الموساد، أو في حالات عديدة تستخدم هويات مزورة أو إعلانات زائفة كأن يتظاهر ضابط الموساد بأنة يعمل لحساب حلف شمال الأطلسي ، ويقوم بتجنيد هذا الأوروبي، ويستخدمون هذا الأسلوب بشكل خاص ، لتجنيد أوروبيين يعملون، أو للعمل كعملاء في البلدان العربية، او من خلال الإسقاط والابتزاز واستغلال الحاجات وعلاقات الحب الزائف مع الفلسطينيين أو العرب.

في كثير من الأحيان تشترك أل CIA مع الموساد في تجنيد أجانب ، لصالح الموساد خاصة في الدول العربية ويعتبر العميل / جون تاكر الأسترالي مثالا على ذلك.. فقد قاتل هذا العميل في صفوف القوات الأمريكية في فيتنام ، وبعد عودته إلى استراليا جند لصالح الموساد في استراليا. وتقوم الموساد بدراسة كل شخص ، تقع علية عيونها، من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، … الخ قبل تجنيده ،

وتركز الموساد في تجنيدها للعملاء على :

I- الخبراء والمهنيون ورجال ذوو مراكز حساسة.

ب- ضباط الارتباط ورجال هيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي … الخ من هيئات دولية وعالمية.

ج- الدبلوماسيون الأجانب في الدول العربية والاشتراكية وخاصة الملحقين العسكريين .

د- المراسلون والصحفيون الأجانب حيث أن لهؤلاء تسهيلات في تحركاتهم ومقابلاتهم وخاصة مع الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى المعلومات العسكرية والسياسية المتميزة التي يحصلون عليها خاصة من المقابلات والمشاهدات .

ه- مهربو السلاح وخاصة من لهم علاقة مع الفلسطينيين لمعرفة ما يحتاجونه من سلاح وطرق التهريب … الخ .

و- الأحزاب والحركات والمنظمات والعصابات والمافيا العالمية لا يهم الاتجاه إن كان يمينيا أو يساريا.

وبشكل عام … فان الموساد تستغل كل الدوافع والتي تتركز بشكل أساسي- في الإغراءات المالية .. وبالرغم من ذلك ، فان المخابرات الصهيونية لم تستطيع أن تنشر شبكة واسعة وكثيفة من العملاء رغم محاولاتها ذلك، ورغم ادعاءاتها المتكررة.