ألوية الناصر صلاح الدين

بعد أن اعتقدت أحلام أنها تتحدث مع إحدى قريباتها عبر موقع الفيسبوك لمدة طويلة استمرت لأكثر من شهرين، شاركتها خلال هذه الفترة أسرارها الشخصية وتفاصيل حياتها اليومية وأسرارها العائلية وغيرها من المعلومات الحساسة، لتكتشف بعد ذلك أن من كانت تراسلها عبارة عن شخصية وهمية تنتحل اسم إحدى قريباتها، بغية الحصول على كل هذه المعلومات السرية الحساسة لاستخدامها في أغراض مشبوهة.

فانتحال أسماء الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسلوب قذر تستخدمه بعض الجهات المخابراتية، أو بعض الأشخاص القذرين، للحصول على معلومات حساسة واستخدامها بعد ذلك في التشهير والابتزاز والإسقاط وغيره.

وتلجأ هذه الجهات لهذا الأسلوب -انتحال الشخصيات- لخداع الشخص المستهدف وذلك بزرع الطمأنينة والثقة في نفسه بأنه يتكلم مع أحد الأقرباء، وذلك بعد فشل بناء العلاقة مع هذا الشخص بالطريقة التقليدية أو الأسماء الوهمية والمستعارة.

وتعتبر عملية انتحال الشخصيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي جريمة مكتملة الأركان تستدعي إنزال أشد العقوبات بحق مرتكبيها ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر.

ووفق تقارير الجهات المختصة فإن العديد من الشكاوى تصل بشكل مستمر للجهات الأمنية تتعلق بالوقوع في فخ الحسابات التي تنتحل أسماء الشخصيات، وأغلب هذه الشكاوى من فئة الإناث وهن الأكثر عرضة للاستهداف من هذه الحسابات.

ولتجنب الوقوع في هذه المصيدة، ينبغي عدم الوثوق بأي شخص تحادثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا بعد التأكد بشكل يقيني من شخصيته، وأنه لا ينتحل اسم أحد الأقارب أو المعارف.

والنقطة المهمة في هذه الموضوع والتي نؤكد عليها مراراً وتكراراً، وهي الاحتفاظ بالمعلومات السرية والحساسة والمشاكل الاجتماعية والأسرية، وعدم مشاركتها مع الآخرين عبر مواقع التواصل بأي حال من الأحوال.

كما نؤكد على ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية المختصة على وجه السرعة في حال التعرض لمثل هذه المشاكل، وعدم الاستمرار في التعاطي مع المنتحل بأي حال من الأحوال.