ألوية الناصر صلاح الدين

أصبح استخدام التكنولوجيا متاحًا للأطفال في سن صغيرة جدًّا. يقول السيد بينيت الخبير التربوي في السلوك المدرسي: "يسألني الناس: متى ينبغي أن أعطي ابني هاتفًا ذكيًّا؟ فأقول: متى كنت مرتاحًا إذا علمت أنهم يشاهدون الأفلام الإباحية!” لأن فضولهم سيؤدي بهم إلى تلك المواقع".

لدى معظم المدارس بشكل أو بآخر سياسة  بشأن استخدام الهواتف الذكية، بسبب المخاوف من المواد الإباحية على شبكة الإنترنت، أو من بعض الطلاب المسيئين لاستخدام التكنولوجيا من خلال تسجيل تسجيلات فيديو مهينة لزملائهم على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن جميع تلك السياسات بعيدة تمامًا عن أي إطار رسمي موحد؛ فهي تتراوح بين الحظر التام والجزئي.

فمن دروب السخافة أن تجد بعض الآباء والأمهات يشرفون ويراقبون تصرفات أبنائهم واستخدامهم للانترنت ويهملون استخدامهم للهواتف المحمولة سواء باصطحابها إلى المدارس أو السهر بها لساعات متأخرة بالليل دون رقيب أو حسيب.

تعتبر الهواتف الذكية تقنية قوية وفعالة، يستخدمها غالبية الناس في حياتهم العملية؛ وبالتالي يجب على المدارس أن تعلم الشباب وصغار السن كيف يستخدمونها بطريقة مسئولة وصحيحة استناداً إلى معايير محددة تحول دون الانحراف بهذه التقنيات عن المسار الصحيح المحدد لها.

تقول "كريستين بلاور" الأمين العام لاتحاد المعلمين: "من الضروري  تذكر أن التكنولوجيا، بما فيها استخدام الهواتف الذكية، من الممكن أن تكون جزءًا من إستراتيجيات التعليم والتعلم الناجحة". لكن بالنظر إلى بعد آخر وهو غياب الرقابة والوعي الأمني لدي الآباء والأبناء يجعل من هذه الهواتف سلاح فتاك بأجيال المستقبل وينحدر بهم نحو العزلة والانحراف.

أهم التأثيرات السلبية النفسي والاجتماعي لاستخدام الهاتف المحمول؟

ظواهره السلبية بدأت تظهر بشكل واضح، ومن أخطر هذه الظواهر المساحة الانعزالية التي يعيشها الطفل مع الجوال فالأطفال أصبحوا في الوقت الحالي كل يحمل هاتفاً، ويحمل على هذه الهواتف أشياء كثيرة تضاف إلى وظيفة  الهاتف، فعلى سبيل المثال هناك الألعاب والإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة.

من هنا بدأنا نلاحظ أن الطفل من الممكن أن ينعزل انعزالا كاملا عن أسرته وهو موجود معهم ولكنه في عالم آخر يقضي وقتا طويلا يستمع أو يراسل بالهاتف الآخرين وبهذه الطريقة أصبح أطفالنا في حياة يتواصلون فيها مع غيرهم، وهذا أمر خطير بالطبع، وينعكس على التحصيل العلمي وعلى الشخصية والتعامل مع المجتمع المحيط بالطفل.

وقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على الأطفال الذين يستخدمون الهاتف بأنهم يعانون من قلة التحصيل العلمي واللجوء إلى العزلة والهروب من مواجهة مشاكلهم، وأكثر تمرد على إسرهم من الأطفال الذين لا يستخدمون الهواتف النقالة، لذا حذر الكثيرين من المختصين والعديد من الدراسات من اقتناء الأطفال ما دون سن السادسة عشر للهواتف النقال وضرورة أن تكون هناك رقابة وتوعية أسرية ومدرسية تحول دون انحراف الأطفال في عالم العولمة والتكنولوجيا الحديثة.