ألوية الناصر صلاح الدين

لم تعد الحياة في كافة المدن الصهيونية تسير بشكل طبيعي، حيث انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب، ودخلت آثار المواجهة الحالية لكل بيت صهيوني تحت قاعدة "الكل مستهدف".

وما يختلف في هذه المواجهة عن الحروب السابقة أنه حتى في الحروب كان الشعور بعدم الأمن يقتصر على مناطق دون أخرى، كأن تكون مناطق جنوب ووسط فلسطين المحتلة متأثرة بحروب غزة، فيما الشمال آمن، أو أن يكون الشمال مستهدفا والجنوب آمن في حال المواجهة مع لبنان، أما في هذه المواجهة فكل بيت صهيوني أصبح غير آمن.

ويروي عمال الضفة ممن يعملون في الأراضي المحتلة عام 1948 روايات عن حالة الرعب والهستيريا التي يعيشها المجتمع الصهيوني هذه الأيام شبيهة بتلك التي سادت خلال حرب غزة الأخيرة ولكن بوتيرة أصعب، فالمستوطن لا ينتظر ضربة من السماء عبر صاروخ بل ينتظر ضربة من مسافة صفر عبر سكين.

هستيريا مختلفة

وكانت وسائل إعلام الاحتلال أشارت في تقارير لها إلى أن كثيرا من الإسرائيليين أصبحوا لا يتوجهون للمطاعم، وغدوا يطلبون وجبات الطعام "دليفري" (خدمة التوصيل للمنزل)، وهو ما يعكس مستوى القلق من التواجد في الأماكن العامة.

كما أن حالة الهستيريا لم تعد خافية وتجلت في أعلى صورها بحادثتي قتل مستوطنين اثنين على خلفية الارتباك والاشتباه بأنهما فلسطينيان ينويان تنفيذ عمليات، كما حدث في بئر السبع مع العامل الأريتيري عقب تنفيذ هجوم محطة الباصات في المدينة، وفي القدس حين قتل مستوطن ذو ملامح شرقية على مدخل حافلة ايغد، وعديد اعتداءات أخرى بـ"هجمات صديقة".

محمد أبو يحيى والذي يعمل في مطعم بـ"تل أبيب" منذ سنوات، يشير إلى أن غالبية المطاعم تعاني ركودا كبيرا هذه الأيام، "فصهيوني يعيش في حالة ذعر حقيقي، وهو يخاف من كل ما يدور حوله وهذا نمط حياة لا يطاق بالنسبة لهم".