ألوية الناصر صلاح الدين

الصوم زاد رجال الأمن في مواجهة الأعداء لأن الصوم تقوية للإرادة وتربية على الصبر فرجل الأمن الصائم يجوع وأمامه شهي الغذاء ويعطش وبين يديه بارد الماء لا رقيب عليه في ذلك إلا ربه ولا سلطان إلا ضميره ولا تسنده إلا إرادته القوية الواعية ولأن رمضان يعلم الصبر فقد سمي شهر الصبر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم، والصوم نصف الصبر“.

إن الإسلام ليس دين استسلام وخمول، بل هو دين جهاد وكفاح متواصل، وأول عدة للجهاد هي الصبر والإرادة القوية، فإن من لم يجاهد نفسه هيهات أن يجاهد عدوا ومن لم ينتصر على نفسه وشهواتها، هيهات أن ينتصر على عدوه ومن لم يصبر على جوع يوما، هيهات أن يصبر على فراق أهل ووطن من أجل هدف كبير.

فالصوم بما فيه من الصبر، وفطام للنفوس من أبرز وسائل الإسلام في إعداد المؤمن الصابر المرابط المجاهد، الذي يتحمل الشظف والجوع والحرمان، ويرحب بالشدة والخشونة وقسوة العيش، ما دام ذلك في سبيل الله.

واذا استطاع رجل الأمن المسلم تصبير نفسه وضبطها في رمضان فمن المؤكد أنه يستطيع السيطرة على انفعالاته في وجه المصاعب والمحن، وعلى أن يحيا في اللحظة الراهنة، وبالتالي يكون بمقدوره أخذ خيارات أفضل، وشهر رمضان يمنحنه الهدوء في التعامل مع أحداث الحياة، ويجعله أكثر قدرة على أن تحصيل على ما يريد: (علاقات أفضل، عمل أكثر جودة، وإحساس أكبر بالطمأنينة والسلام).
ومدرسة صبر رمضان مهمة جدا للفرد والمجتمع لأن الصبر يضاعف المقدرة والثقة بما يبعثه من إحساس بأن تحمل المشاق والمصاعب لا بد أن يعقبه تحقق الرجاء وبلوغ الغاية والمراد بغض النظر عن الزمن.

وفي الأجهزة الأمنية والعسكرية تقع للقادة والأفراد الكثير من المكارة في التعامل مع الجمهور وهذا الأمر لا يمكن ان يتم تجاوزه إلا بالصبر الذي يعلمنا اياه رمضان، كما أن طبيعة العمل الذي يقومون به فيه الكثير من المشاق والجهد والتدريب والسهر والذي ان لم يتم تحمله بالصبر يضعف من الروح المعنوية التي قد تنتظر مردودا سريعا ولا يتحقق.

ان الصبر والقدرة على تحمل المشاق يجب ان تكون من أبرز سمات رجل الأمن الفاضل، الصبر على التعب الناتج عن طبيعة العمل، والصبر في التعامل مع الآخرين، والصبر على المكارة، والصبر في تواصل الجهد والعمل، والصبر حتى تنضج الظروف ويتحقق الهدف.