ألوية الناصر صلاح الدين

قال تقرير صحفي، صدر أمس الجمعة، إن "الإدارة المدنية" للعدو الصهيوني بلورة خطة، بإيعاز من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تقضي بتسليم السلطة الفلسطينية 40 ألف دونم في المنطقة C في الضفة الغربية، تعادل 1.6% من مساحة هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة "إسرائيلية" كاملة، وذلك مقابل تهدئة الوضع الأمني وإنهاء الهبة الفلسطينية، واعتراف أميركي "بحق" إسرائيل في البناء في الكتل الاستيطانية.

وتأتي هذه الخطة بعد تقارير صهيونية تحدثت عن أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أبلغ الارهابي نتنياهو خلال زيارته لفلسطين المحتلة بداية الأسبوع الحالي، أن الولايات المتحدة لن تعترف بذلك.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ماكور ريشون"، الصهيونية اليمينية المقربة من نتنياهو، فإن "الإدارة المدنية أصبحت في مرحلة متقدمة في التخطيط "لتوسيع مناطق السلطة الفلسطينية"، بإيعاز من نتنياهو ووزير الأمن، موشيه يعالون، رغم أن مكتبيهما رفضا تأكيد أو نفي وجود خطة كهذه. 

وفي تفاصيل "الخطة"، فإن العدو سيسلم 40 ألف دونم للسلطة الفلسطينية، بحيث يكون "الانسحاب الأعمق" في مدينة الخليل، التي سيجري فيها توسيع المنطقة H1، الخاضعة للسيطرة الإدارية والأمنية الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو، وتقليص المنطقة H2 التي تضم مستوطنة "كريات أربع" في الخليل.

وبحسب "الخطة"، فإن انسحاباً آخر سيجري قرب مدينة طولكرم، حيث ستحصل السلطة الفلسطينية على "سيادة كاملة" في شرق المدينة وشمالها.  وفي هذه المنطقة، وبالقرب من خربة جربة، سيتم تحويل مناطق C إلى مناطق B، الخاضعة لسيطرة إدارية فلسطينية وأمنية صهيونية.  كما سيسلم العدو إلى السلطة صلاحيات في المنطقة الواقعة بين مدينة قلقيلية والشارع رقم 55، مع تغيير مكانة هذه المنطقة من C إلى B.

وقالت الصحيفة إن "الخطة" تقضي أيضاً بتوسيع "جيب أريحا" من أجل بناء أحياء سكنية لأكثر من 20 ألف فلسطيني من العشائر البدوية التي تعتزم سلطات الاحتلال طردها من الأماكن التي تسكنها حالياً في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وقالت الصحيفة إن مكتبي نتنياهو ويعالون لا يؤكدان ولا ينفيان وجود "خطة" كهذه.

 ونقلت الصحيفة عن مقربين من الارهابي نتنياهو قولهم إنه "لن يسلم آلاف الدونمات للفلسطينيين بدون مقابل"، بينما قال مسؤول سياسي للصحيفة إنه خلال لقاء نتنياهو مع كيري جرى طرح إمكانية "تغيير الشروط الأمنية والاقتصادية"، وأن "رئيس الحكومة أوضح أن الشرط الأول لتحقيق ذلك هو إعادة الهدوء، أي خفض مستوى العنف والاستجابة لاحتياجات العدو الأمنية".

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية صهيونية قولها إن هذه "الخطة" لن تنفذ حالياً، لأن لقاء نتنياهو مع كيري لم يؤدِ إلى بدء محادثات، وأن نتنياهو "وافق على تنازلات"، لكنه يصر على أن تنفيذها مشروط بفترة هدوء طويلة، كما أن كيري رفض الاعتراف "بحق" العدو بالبناء في الكتل الاستيطانية"؛ ولذلك، شددت المصادر السياسية، "خطة" كهذه لم تعد مطروحة حالياً على الأجندة السياسية الصهيونية".

وتوقف مراقبون عند توقيت نشر هذه الخطة وأبعادها، بعد رفض كيري لها، وعلم نتنياهو أنها لن تلقى القبول لدى السلطة.  ورأى البعض فيها حملة علاقات عامة إعلامية، هدفها إظهار الكيان بثوب من يقدم تنازلات يرفضها الآخرون، في الوقت الذي يستمر فيه نتنياهو وحكومته في إيجاد وقائع جديدة على الأرض، من شأننها إدامة السيطرة الصهيونية على الضفة والقدس أطول فترة ممكنة.