ألوية الناصر صلاح الدين

قاوم / قسم المتابعة / كشف الاخ محمد البريم " أبو مجاهد " الناطق باسم لجان المقاومة أن جميع مناقشات الوفود كانت حول ملف التهدئة، أما مناقشات ملف المصالحة كانت ثانوية، ولا يوجد أفق إيجابي يتعلق بها حتى هذه اللحظة، والحديث الرئيسي كان حول تثبيت وقف إطلاق النار لعام 2014م.

وقال " أبو مجاهد " إن التصعيد الأخير على قطاع غزة من المفترض أن يجعل حركتي فتح وحماس تقف أمام مسؤولياتها لتحقيق المصالحة الوطنية، لأن الشارع الفلسطيني يتوق لتتويجها، بعدما تحققت وحدة ميدانية على مستوى فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة.

وتابع: "نحتاج للوقوف أمام مسؤوليات هذا الواقع الفلسطيني المهترئ على جميع المستويات نتيجة الانقسام الفلسطيني، يجب أن نكون جاهزين لتقديم كل ما يُجسد الوحدة من خلال قرارات جريئة تُتخذ على صعيد الوضع الموجود في قطاع غزة، وتقريب وجهات النظر، وإنهاء الإجراءات، وعقد إطار جامع للأمناء العامون للفصائل لاتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ". 

وأضاف أن الأمور في الآونة الأخيرة التي تتعلق بالمواقف على صعيد العدوان الصهيوني على قطاع غزة كانت إيجابية، ونحتاج إلى الجلوس على طاولة واحدة وتقارب أكثر مع بعضنا البعض على المستوى الميداني وليس على المستوى الإعلامي، خاصة بعد توقيع الكثير من الاتفاقيات ولكن لم تدخل حيز التنفيذ بسبب التعطيل الواضح المتعلق بآليات التنفيذ.

وأشار إلى أننا نحتاج إلى خطاب إعلامي مسؤول، وتبني استراتيجية على أن يكون رأي ورأي آخر، ولا نحتاج إلى طمأنات إعلامية فيما يخص المصالحة، خاصة أنه في الآونة الأخيرة الخطاب الإعلامي نزل إلى مستوى لا يرقى إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني.

وطالب حركتي فتح وحماس تحقيق المصالحة في أسرع وقت، من خلال تبني سياسة وطنية تقبل الشراكة، والتقارب الوطني من خلال برنامج شامل لتحقيق الوحدة الوطنية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية الشق السياسي الذي يدافع عن المقاومة، وإفشال صفقة القرن التي يسعى لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضح أن قرار تنفيذ اتفاقيات المصالحة لن يستغرق كثيراً، لكن النية ليست جاهزة، والتباعد في الأسلوب والنمط السياسي جعل المستوى السياسي حتى هذه اللحظة في إخفاقات نتيجة التمسك بطريقة واحدة في التعامل مع العدو، وهذا الأمر لن يجلب للشعب الفلسطيني أي نتيجة.

وحول استمرار مسيرات العودة في الأيام المقبلة لفت أبو مجاهد سيكون هناك تواصل لهذه المسيرات، حتى تُؤتي أُكلها، وتحقَّق أهدافها كاملةً، ولكن الفصائل تحدد كيفية إدارتها وسيرها، بطريقة لا تشكل خطر على المواطنين.

التصعيد العسكري

وحول التصعيد الأخير على قطاع غزة أكد "أبو مجاهد" أنه لا يوجد اتفاق تثبيت لوقف إطلاق نار، ما صدر هدوء مقابل هدوء، حيث قدَّم الجانب الفلسطيني وقف إطلاق نار بجهود مصرية، وفرض هذا الأمر على إسرائيل، بوقف التصعيد، وإبلاغ الجميع بالتوصل لتثبيت حالة الهدوء. 

ولفت إلى أن تثبيت وقف إطلاق النار جاء بعد سلسلة من الإنجازات، منها يتلقي الاحتلال الضربة الأولى المتعلقة بمقتل قائد القوة الخاصة، والرد عبر غرفة العمليات المشتركة، والموقف الفلسطيني الموحد لأول مرة، وتقديم المقاومة الفلسطينية على توجيه ردود محكمة وإدارة إعلامية عسكرية سياسية ميدانية.

وأشار في حديثه إلى أن الاحتلال استغلت الحالة الاقتصادية المتردية في قطاع غزة عن طريق إدخال الأموال إلى قطاع غزة، وهي الخطوة الأولى لكسر الحصار المفروض على غزة. 

ونوَّه إلى أن الحديث عن تهدئة طويلة المدى مع الاحتلال مرفوض، وأن المقاومة الفلسطينية قالت: " إنها لن توقع مع الاحتلال أي اتفاق تهدئة لأنه هذا اعتراف بشرعية الاحتلال، وأن اتفاق وقف إطلاق النار عام 2014م لم يكن مقرون بمدة زمنية، لأن المقاومة تعي أن الاحتلال لا يلتزم بأي اتفاقات.

ردود المقاومة

وحول الرد التدريجي في إظهار قوى المقاومة الفلسطينية على تصعيد الاحتلال الأخير لقطاع غزة قال إن المقاومة مدروسة وتعي جيداً كيف تتعامل مع العدوان، وأثبتت نجاحها وجدارتها في تحقيق أهداف رُسمت لهذه المعركة من بدايتها حتى نهايته، وجنَّبت المواطنين في قطاع غزة توسيع العدوان من قبل الاحتلال.

واستدرك إلى أن هناك تفاني في العمل المقاوم وطبيعة الرد، جعلت الاحتلال في تخبط شديد، كلما زاد الاحتلال في تغوله بضرب المباني في غزة زادت المقاومة توسعة دائرة الاستهداف إلى بئر السبع وبعدها بالتأكيد مدينة تل الربيع المحتلة. 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك الاحتلال في قتل أبناء الشعب الفلسطيني، لأن الآليات العسكرية التي تدمر قطاع غزة سلاح أمريكي، لذلك لا يمكن أن نتحدث عن أي دور أمريكي، لأنها تعمل جندي عند الاحتلال في سبيل تحقيق مكاسب لصالحها على أرض الواقع.

وفي سياق منفصل حول تداعيات استقالة وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان قال إنه فشل في إدارة المعركة الأخيرة، ولم يكن منسجم مع قرار الكابينيت الذي اتُخذ بشأن قطاع غزة فحدث ارتباك، وفشل في خلق إنجازات على المستوى الميداني والسياسي والعسكري، وهذا أدى إلى استقالته، فغرفة العمليات المشتركة والمقاومة أدت إلى إحداث انتصار بإقالة ليبرمان.

المنحة القطرية

وحول استمرار قطر في إرسال المنحة القطرية أكد أن المنحة متواصلة ومستمرة، وجاءت بعد تدخل دولي في أولى خطوات تثبيت وقف إطلاق النار إدخال الأموال إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى وجود حركة تصدير واستيراد، وتوسيع مساحة الصيد.

وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة الاحتلال مُرتبكة لا تقوى على اتخاذ قرار، ومن الممكن في أي لحظة أن يكون هناك قرارات جديدة، حتى المعاهدات الدولية لم تُلزم الاحتلال، من ألزمه بعدم الدخول إلى قطاع غزة المقاومة.