ألوية الناصر صلاح الدين

اهتم محللون سياسيون في الصحافة الإسرائيلية هذه الأيام بفرضية قيام إسرائيل بانسحاب أحادي من الضفة الغربية، فمنهم من عللها بالانسداد في عملية السلام ومنهم من ربطها بأن زوال الاستيطان حتمية تاريخية، بل إن منهم من فصل في الخطة المحتملة.

ففي صحيفة "إسرائيل اليوم"، يقول وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين، إن رفض إسرائيل مقترحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته الأخيرة التي دعا فيها لتسليم السلطة الفلسطينية بعض المساحات في الضفة الغربية، يتطلب منها أن تقدم بديلا سياسيا.

وربط ذلك بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطوات أحادية قد تقوم بها إسرائيل دون وجود مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن ذلك أمر ممكن للحيلولة دون حدوث مزيد من التدهور الأمني في الوضع القائم بسبب تواصل العمليات الفلسطينية.

"يوسي بيلين: خطاب العقل يشير إلى أن مزيدا من الضغط على الفلسطينيين يعني إشعالا للوضع الميداني أكثر فأكثر"

مشيرا إلى أن نتنياهو منحته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات مختلفة للتخفيف عن الفلسطينيين.

واستنتج أن نتنياهو -رغم مشاعره وشعاراته- سيضطر للحديث مع شركائه في الائتلاف الحكومي عن البدائل المتاحة أمام إسرائيل للتعامل مع الجبهة الفلسطينية المشتعلة، وسيحاول إقناعهم بعدم توفر بدائل عملية لمواجهة الوضع غير المريح الذي تعيشه إسرائيل على الساحة الدولية.

وختم بيلين بأن موجة السكاكين يجب أن لا تكون حافزا على القيام بخطوات سياسية من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين، لكن مصلحتها القومية تتطلب من نتنياهو الذهاب لتحديد الحدود الفاصلة بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين، ولو بشكل أحادي.

الاحتلال لا يدوم
أما أوري سافير، الدبلوماسي الإسرائيلي وأحد مؤسسي مركز بيريس للسلام، فكتب في صحيفة معاريف أن التجارب التاريخية تؤكد أن أي احتلال استيطاني في العالم لم يصمد طويلا، واستمرار الضغط على الفلسطينيين أكثر فأكثر سيعمل على تدهور الوضع الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة.

وقال إن الحل الحقيقي لمنع الوصول لهذه المرحلة هو تنفيذ خطة جديدة للانفصال عن الفلسطينيين، رغم أحاديث اليمين الإسرائيلي عن عدم تقسيم "أرض إسرائيل"، موضحا أن الأجهزة الأمنية تؤكد أنه ليس هناك من خيار إلا العودة إلى الانسحابات الأحادية الجانب.

"أوري سافير: خطة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من الضفة الغربية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي رافقت الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 "

وأوضح أن خطة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من الضفة الغربية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي رافقت الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، بحيث تكون الانسحابات القادمة متفقا عليها مع السلطة الفلسطينية، كي تحل الأجهزة الأمنية الفلسطينية محل الجيش الإسرائيلي، وليس حركة حماس.

ودعا سافير إلى أن تشمل الانسحابات الإسرائيلية ما مساحته 75% من أراضي الضفة الغربية الواقعة شرق الجدار الفاصل وغرب القطاع الأمني على طول نهر الأردن، حيث تقام هناك دولة فلسطينية مؤقتة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، معترف بها من قبل إسرائيل.

خطة كاملة
أما صحيفة معاريف، فنقلت "خطة متكاملة للانفصال" أعدها عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني عومر بارليف، قال إنها تشمل أربع مراحل:

  • المرحلة الأولى: الوقف الكلي للبناء الاستيطاني خارج التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية.
  • المرحلة الثانية: إقرار قانون لتعويض المستوطنين ماليا ممن يتم إخراجهم من المستوطنات.
  • المرحلة الثالثة: تشمل توسيع المنطقة "ب" في الضفة الغربية، بحيث تبقى المسؤولية المدنية فيها للسلطة الفلسطينية والسيطرة الأمنية لإسرائيل، ومستقبلا ضم بعض مناطق "ج" إلى مناطق "ب"، من خلال تنسيق أمني لتوفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، كما تقدرها أجهزتها الأمنية.
  • المرحلة الرابعة: القيام بخطوات تطويرية لقطاع غزة، مقابل وقف كامل لإطلاق النار طويل الأمد، وتجريد غزة من السلاح.

وقال صاحب الخطة إن جميع هذه المراحل قابلة للتطبيق خلال عام ونصف العام.