ألوية الناصر صلاح الدين

كشف تقرير عسكري عن خفايا نظرية قائد الجيش الصهيوني "غادي آيزنكوت" في طريقة تعامله مع عمليات الشهرين الأخيرين والمكونة من عدة زوايا، أبزها خلق حالة من التمايز والمفاضلة بين المناطق الفلسطينية لتفضيل نموذج على غيره سيراً على مبدأ "فرق تسد".

وبين تقرير نشره موقع "معاريف" العبري أن آيزنكوت يطبق ذات النظرية التي عمل بها إبان شغله لمنصب قائد الجيش بالضفة الغربية في المرحلة التي أعقبت اجتياح الضفة عام 2002، حيث انتهج سياسة خلق نموذج معاقبة مناطق بأسرها بسبب العمليات وتحسين ظروف أخرى كمكافئة على هدوئها.

وشرح مصدر امني للصحيفة جوهر نظرية آيزنكوت قائلاً: إنها تقوم على العقاب الانتقائي بكل منطقة على حدة وبأسلوب مختلف ، ففي حال ساد الهدوء الخليل ووقعت عمليات بشمال الضفة يخلق الجيش أنموذجين مختلفين عبر خلق تسهيلات بالمناطق الهادئة على حساب تلك المنتفضة وإرسال رسالة للمناطق المشتعلة بأن العمليات تضرها.

وفيما يتعلق بالمطالبات بإغلاق بعض الطرق أمام الفلسطينيين. قال المصدر: "إن خطوة كهذه ستساهم في زيادة العمليات وجعل الأهداف أكثر وضوحاً أمام المنفذين عندما يعلمون أن الطرق معدة لليهود فقط".

وأضاف "الفكرة تكمن في عدم خلق فصل بين الطرفين ومنع لمخربين من اختيار أهدافهم ، فالطرق المختلطة تشوش الصورة على المنفذين وتجعلهم يفكرون بإمكانية أن تصيب طلقاتهم فلسطينيين".

كما عمل آيزنكوت على معاقبة منفذي العمليات بمناطق تركز العمليات عبر هدم بيوتهم وهو ذات الخيار الذي يفعله اليوم ولكن هكذا خيار سيفقد بريقه مع مرور الوقت، ويرى الجيش أن الهدم سيكون أكثر فاعلية حال تنفيذه بعد العملية بوقت قصير وكذلك عب القيام بهدم كامل وليس الاكتفاء بهدم جزئي.

وبين التقرير أن ثمن تركيز الجيش الصهيوني جهوده على منطقة الخليل بشكل كبير كان هروب المنفذين إلى المناطق الجانبية وبالتالي مهاجمة محاور تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" القريب في حين تركزت العمليات الفلسطينية خلال الشهرين الماضيين على 12 منطقة بعينها.

ويرى قائد الفيلق الشمالي في الجيش "غرشون هكوهن" أن الحل يكمن في القيام بخطوات من شانها إشعار الطرف الآخر أن عملياته بلا جدوى وأنها لا تحقق أهدافها ، قائلاً: إن هدف الفلسطينيين حالياً يتمثل بتطبيق نموذج قطاع غزة والسير قدماً بمحاولة كسب الأرض بحد السيف.

وقال إن حل ذلك يتمثل بالقيام بخطوات استباقية تربك برامج الطرف الآخر وتحبط مشروع المراحل الذي ينتهجه، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يركزون في عملياتهم على مناطق يطمعون بإخلائها من قبل الجيش والمستوطنين.

ويرى هكوهن أن الوقت مناسب حالياً لفرض وقائع على الأرض تطرد فكرة الدولة الفلسطينية من أذهان الفلسطينيين وذلك بموازاة العمليات التي يقوم بها الجيش على الأرض والقيام بخطوات استباقية ذات طابع إستراتيجي تعيد تغيير وجه مناطق الضفة الغربية.