ألوية الناصر صلاح الدين

يعتبر الشعب الفلسطيني رأس الحربة في محاربة الظلم والاحتلال في العالم العربي، وكانت هذه الرمزية له نتيجة أن المجتمع الفلسطيني صاحب أعدل قضية على وجه الأرض بالإضافة إلى أنه شعب التضحيات والشهداء فقلما تجد أياماً لم يشيع فيه الفلسطينيين الشهداء.

ومع كل تشيع شهيد تجد أصحابه وأحبابه يسارعون في نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها موقع "فيس بوك"، حيث يقوم أصدقاء الشهداء بنشر صورهم ونعيهم ورثائهم ببعض العبارات والكلمات.

وهنا يسارع البعض إلى نشر صور الشهيد مع أصدقائه أثناء الرحلات الترفيهية أو الجلسات التسامرية أو غيرها من الأنشطة الاجتماعية الأخرى، وهذا الأمر يعتبر لا ضير به ولا يعتبر خطأ أمني.

ثم يقوم البعض الآخر أو نفس الأشخاص السابقين بنشر صور الشهيد أثناء مهماته الجهادية والأنشطة العسكرية برفقة أصدقائه وأفراد مجموعته، وغالباً هنا يتم الأخذ بالاعتبار تمويه صور جميع الأفراد باستثناء الشهيد، وهنا تكمن المشكلة والخطأ الأمني.

فالمشكلة تكمن في أن المخابرات الصهيونية تقوم بجمع تلك الصور من مواقع التواصل الاجتماعي وتحليلها الربط بين الوجوه المموه في الصور العسكرية والمكشوفة في غيرها من الصور والوصول إلى استنتاجات أمنية، حيث من المعلوم أن الأصدقاء المقربين عادة ما يرافقون بعضهم في ذات المجالات سواء عسكرية أو مدنية.

والخطأ الأمني الأكبر أنه لا يحق لأي فرد نشر أي صورة عسكرية تتعلق بالشهيد ما لم ينشرها الجناح العسكري للتنظيم أو الفصيل الذي ينتمي إليه، فقد يؤدي نشر هذه الصور إلى كشف بعض العتاد أو الأسلحة التي تمتلكها المقاومة، بالإضافة إلى أنه لا يصح أصلاً أن يمتلك أصدقاءه مثل هذه الصور.

وآخرون يظهرون حزنهم الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي برحيل صديقهم الشهيد ويأخذون في شرح مناقبه وأخلاقه ومواقفه الرجولية والعسكرية وجولاته وصولاته وهذا الأمر أيضاً يعطي معلومات مهمة للاحتلال يمكن ربطها مع أحداث ومواقف أمنية وعسكرية.