ألوية الناصر صلاح الدين

الإعلام الجهادي _ خاص

 

يُحيي الشعب الفلسطيني في الثلاثين من مارس من كل عام ذكرى ارتبطت بتاريخه ونضاله ضد الحركة الصهيونية , إنها يوم الأرض نسبة إلى هبة جماهيرية لأهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948م ضد سياسة مصادرة الأرض الفلسطينية عنوة وعربدة ونهباً ...الأمر الذي أوقع شهداء و جرحى , فخلد الفلسطينيون هذا اليوم من خلال الذاكرة , ومن خلال توارث المعلومة , وتناقل المشاعر والأحاسيس , وتبادل الآلام والآمال بين الأجيال المتعاقبة, ومن خلال تنظيم المسيرات والمهرجانات والمؤتمرات والوقفات والخطب والمقالات والتقارير... في البداية اقتصرت الوقفات وإحياء المناسبة على شعبنا  في الأراضي المحتلة عام 48م , ولكن مع زيادة الوحدة الشعورية والاندماجية بين قطاعات الشعب الواحد التي أوجدتها القرارات والأفعال الميدانية... باتت ذكرى يوم الأرض معلماً من معالم النضال , ومعنى من معاني التصدي لسياسات الاحتلال, جزءاً أصيلاً في أجندة كل الشعب الفلسطيني .


الأرض الفلسطينية وارتباط الإنسان الفلسطيني بها هي جوهر الصراع مع الاحتلال , وهو مربط الفرس , فالعصابات الصهيونية منذ بدايتها وهي تسعى لشراء ونهب والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية , مستخدمة كل الأدوات والأساليب من المال والقتل والحيل والتزوير والشراء غير المباشر... هدف الصهاينة هو امتلاك الأرض وتشريد الإنسان , ليثبتوا مقولتهم أن فلسطين هي أرص بلا شعب لشعب بلا أرض , ونجحوا ميدانيا في ذلك وسط الفرقة والعجز والمشاركة والخيانة المستمرة إلى اليوم .


فموضوع اللاجئين الفلسطينيين مرتبط بعودتهم إلى أرضهم التي هُجروا منها من خلال المجازر والمذابح والمقتلة، سواء عودتهم من خلال المدن الداخلية أو من الشتات الخارجي , وكل مشاريع التوطين وإنهاء حالة اللجوء هي تهدف لسلخ ملكية الفلسطيني لأرضه وطينه ومزارعه 


وسياسة تهويد القدس  في هذا السياق , من شراء الأراضي والبيوت وتهويد الأحياء , ومن الحفريات الخطيرة أسفل المسجد الأقصى لإزالته عن الوجود , ومن سحب الهويات من المقدسيين وشطب الوجود السياسي في القدس .


كما أن سياسة التهديد والنفي لرموز الشعب الفلسطيني يأتي في صراع الوجود على الأرض وصراع حدود عليها، وما قاموا به ضد الدكتور عزمي بشارة والشيخ رائد صلاح إلا دلائل على الأمر.وجاء اغتيال الرئيس عرفات والشيخ احمد ياسين والعشرات من قادة هذا الشعب لتمسكهم في الأرض , كما أن الرضا عن البعض  الموجود الآن هو لمعرفتهم أن هذا البعض لا يرغب بالمطالبة بالأرض , ولا يُؤمن باستردادها .
ولننظر كيف أفشل الصهاينة كل الجهود العالمية للمفاوضات منذ عام 1991م في مدريد إلى يومنا , لأنها تركز على مصير الأرض الفلسطينية , وسبل إعادتها لأهلها في حدها الأدنى , فما بالك لو كان الحديث عن فلسطين التاريخية ؟!


وفي سياق الصراع على الأرض الفلسطينية بين مغتصب وبين صاحب حق , نفهم  ونقرأ فكرة التبادلية بين بعض الأراضي في لقاءات التفاوض , واقتطاع جزء من الضفة , ومنح جزء من النقب, والتخلي عن بعض المدن المكتظة بالناس كأم الفحم .


إن المشاكل كلها مرتبطة بالأرض من الحدود السياسية المطلوبة , ومن شكل وحجم الدولة ,ومن المياه والخيرات , ومن المقدسات والأماكن التاريخية , ومن  التجمعات السكانية , والاستيطان مرتبط بالأرض... لذا فتهميشها وتغيببها عن طاولات التفاوض وجولات مشاريع التسوية هو انتحار وتدمير وطمس للقضية الفلسطينية . ونحن نحتاج في ذكرى الأرض أن نجعل كل أيامنا مركزة على أرضنا الفلسطينية , فالأرض ملك للأجيال , وموروث قيمي وحضاري ووطني وقومي وديني  موقوف للشعب وتناسلاته ته التاريخية. وهي حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم ولا بالضعف ولا التفاوض ولا بالتوقيع ولا بالتنازل ولا بالنهب، فالشعب الذي ما زال يحيي ذكرياته ومحطات نضاله قادر على الصمود في ذاكرته وتحشيد الرأي العام وزيادة الوعي بحقوقه إلى حين تغيير موازين القوى وتحسن حالة الأمة نحو استرداد نهائي للحقوق والأرض المسلوبة... كل الانتماء والحب لفلسطين الأرض