ألوية الناصر صلاح الدين

الإعلام الجهادي _ عين على العدو

 

قال ضابط صهيوني إن “مرور ست سنوات على حرب غزة تذكرنا بالثمن الباهظ الذي دفعه الجيش الإسرائيلي، حيث سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، فضلا عن أضرار فادحة ضربت الجبهة الداخلية”. 

وأضاف الصهيوني أودي تينا، الذي شارك في الحرب على غزة عام 2014 ضمن كتيبة الهندسة، في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أنه “كان من السهل تشخيص الإصابات المادية في أجساد الجنود والمستوطنين الجرحى، وبالتالي العمل على ترميمها ومداواتها، لكن من قاتلوا في الحرب من جنود الجيش، وأصيبوا عقليًا، ولم يعودوا إلى الروتين الطبيعي في الحياة، أصبحوا غير مرئيين أمام باقي الإسرائيليين”.

ونقل عن “عضو الكنيست أوفير سوفير، وهو ضابط سابق في فوج المظليين، أنه كشف في مقابلة مثيرة عما عاشه كجندي وقائد في تلك الحرب، وفتح نافذة على عالم المقاتلين الذين عادوا من حرب غزة، لكنهم لم يعودوا منها حقًا، لأنهم ما زالوا يعيشون مرحلة نسميها “ما بعد صدمة القتال والمعركة”. 

وتابع قائلا: “ما أتحدث به يمكن تبسيطه بكلمات أكثر شيوعًا، فنحن لسنا أمام موضوع بحثي للتجربة الإسرائيلية، لأن هؤلاء الجنود والضباط عاشوا في السنوات الأخيرة معاناة لم تلق اهتمامًا وانتباهًا عامًا بين الإسرائيليين، ولم تحصل بعد على الاعتراف الاجتماعي المناسب، رغم أنهم عانوا الكثير من صدمة وأخرى، وليس فقط عندما ارتدوا الزي العسكري”.

وشرح قائلا أن “الجنود والضباط الإسرائيليين واجهوا خلال حرب غزة هجمات مسلحة لا تطاق، وإطلاق نار حاد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وشهدوا مشاهد صعبة عصية على الاستيعاب في المعركة، والأنشطة الأمنية التي رافقت تلك الحرب”. 

وأشار إلى أن “أولئك الجنود صحيح أنهم يحاولون، لكنهم يجدون صعوبة في العودة للمسار الطبيعي لحياتهم، لاسيما أولئك الذين عاشوا أصعب الليالي في القتال التي تخللها سقوط عشرات القتلى من الجيش الإسرائيلي في فترة زمنية قصيرة جدًا”.

وأوضح أن “العديد من جرحى المعركة فشلوا في العودة إلى روتين الحياة الطبيعي، حيث ما زالوا يحملون مشاهد الحروب في كل لحظة”.

ولفت إلى أن “أولئك الجنود الإسرائيليين الذين أصيبت عقولهم بكدمات دون إعطاء إشارة، تبدو مهمة إعادتهم للحياة الطبيعية صعبة وعسيرة، صحيح أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية إعادة اختبار لهؤلاء المقاتلين، لكن المجتمع الإسرائيلي لم يظهر بعد الوعي والحساسية تجاههم”.

وختم بالقول أن “التقصير المجتمعي الإسرائيلي تجاه هؤلاء الجنود المشاركين في حرب غزة، يتعارض مع كون هذه المهمة تضامنا أساسيا من شأنه أن يسهل اجتماعياً على أولئك الجنود الذين تم إرسالهم بصحة جيدة في الجسم والعقل لحماية إسرائيل، لكنهم يجدون الآن صعوبة في العودة إلى ما كانوا عليه من قبل حرب غزة”.