ألوية الناصر صلاح الدين

الإعلام الجهادي

 

مع تأكيد دور العدو الصهيوني في استشهاد الصيادين الثلاثة بعبوة محملة على حوامة، تتكشف فصول معركة خفية وهذه المرة عبر البحر.

فصول من المعركة الخفية في البحر بين المقاومة والاحتلال، كشفتها تفاصيل استشهاد الصيادين الثلاثة بعبوة محملة على حوامة، وفق إعلان وزارة الداخلية المعزز بالدلائل.

وبعد أربعة أيام من استشهاد الصيادين زكريا ومحمد ويحيى اللحام، خلال عملهم في عرض البحر قبالة خانيونس، أعلنت وزارة الداخلية نتائج التحقيق في الحادث لتؤكد تورط الاحتلال في الاعتداء.

وأكد إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية أن نتائج لجنة التحقيق خلصت إلى أن الشهداء الثلاثة من عائلة "اللحام"، ارتقوا جراء انفجار عبوة شديدة الانفجار مُثبتة على حوّامة "كواد كابتر" للاحتلال، علقت في شباكهم وانفجرت أثناء استخراجهم للشباك.
 

دلائل تورط العدو

الوصول لهذه النتيجة، جاء بعد ثلاثة افتراضات وضعتها لجنة التحقيق في الحادثة، وهي: افتراض إصابة مركب الصيادين بالصواريخ التجريبية التي أطلقتها المقاومة والتي تزامنت مع وقوع الحادث للقارب، أو الاستهداف المباشر للقارب من العدو ، أو انفجار عرضي في القارب لجسم مشبوه من مخلفات العدو.

وأوضح البزم أنه من خلال جمع الأدلة من موقع انفجار القارب في عرض البحر، واستخراج حطام القارب وشباك الصيد للصيادين الثلاثة، تأكد العثور على حطام حوّامة "كواد كابتر" صهيونية عالقة في شباك الصيد الخاصة بالشهداء الثلاثة، استخرجت من عمق البحر في موقع انفجار القارب.

وكشف المتحدث باسم الداخلية، أن انفجار قارب الصيادين الثلاثة مرتبط بحدث أمني سابق وقع بتاريخ 22 فبراير الماضي، في عرض بحر خانيونس على مسافة قريبة من موقع انفجار قارب الصيادين، حيث هاجم الاحتلال في حينه قوة بحرية للمقاومة، واستخدم خلال الهجوم حوامات تحمل عبوات شديدة الانفجار.

وفي حينه أعلن جيش الاحتلال أن قواته البحرية أحبطت نشاطًا بحريًّا في عرض البحر أمام قطاع غزة شكل تهديدًا محتملًا على قطع بحرية تابعة لسلاح البحرية، دون مزيد من التفاصيل.
 

البحر مجال التركيز

عكست هذه التطورات، جانبا من فصول المعركة الخفية بين المقاومة والاحتلال في عرض البحر الذي يعتقد أنه سيكون مسرحًا للمواجهة في أي معركة قادمة، وفق الخبراء.

الكاتب السياسي حيدر المصدر، رأى أن ما كشفته وزارة الداخلية يشير إلى أن مجال التركيز لدى العدو موجه غرباً ناحية شواطئ قطاع غزة بعد إتمامه العائق الأرضي شرقاً، في محاولة منه لتقليص قدرات المناورة الهجومية للمقاومة الفلسطينية.

وقال المصدر في تعليق عبر صفحته على "فيسبوك" إن الوسائل المستخدمة في الحادثة تندرج تحت بند حروب الجيلين الرابع والخامس، خاصة المواجهات منخفضة الحدة.

وأوضح أن هذه الحالة لا يمكن وصفها بالحرب الشاملة أو القصيرة، بل المواجهة السرية الاستباقية التي لا ترقى لدرجة حرب، يُستخدم فيها أدوات تقنية شديدة التطور دون تكلفة بشرية نسبياً، قوامها إلى جانب العمليات السرية تحريض المجتمع وضرب إسفين بينه والمقاومة.

وأضاف: "تشي طبيعة الحدث بعمل أمني سابق غير مكتمل وغير معلوم الهدف، وحدها المقاومة قادرة على تتبع خيوطه وكشفه"، مؤكدا أن استخدام العدو للكواد كابتر في عملياته الأمنية الأخيرة يعني نيته تكثيف الاعتماد عليها خلال أي مواجهة ميدانية مستقبلية تتطلب العمل داخل العمق.

وعقب استشهاد الصيادين الثلاثة، نشطت حسابات إلكترونية مشبوهة عبر الفضاء الأزرق على شن حملة مغرضة على المقاومة بدعوى أخطاء الصواريخ، مستبقة نتائج التحقيق.
 

الصراع الأمني الخفي

ويؤكد الكاتب السياسي إياد القرا أن جريمة الاحتلال في البحر واستشهاد الصيادين الثلاثة قبل أيام، يتحمل الاحتلال مسؤوليتها، وهي جزء من الصراع الأمني الخفي الذي يسعى فيه الاحتلال من خلاله لإحداث خلل أمني.

وقال القرا "المقاومة والأجهزة الأمنية أدت دورها في تبيان ومتابعة التفاصيل والوقوف أمامها، ووضعت التفاصيل أمام شعبنا الفلسطيني".

ونفى الاحتلال مسؤوليته عن استهداف الصيادين عقب الحادث مباشرة، لكنه التزم الصمت عقب الكشف عن نتائج التحقيق المدعم بالدلائل من وزارة الداخلية.

وأكد القرا أن إنكار الاحتلال لا قيمة له مع ما هو متوفر من أدلة وقرائن، وقال: "هو إنكار مضلل حول عدم القيام بهجوم بينما هو فخخ منطقة يعمل فيها صيادون فلسطينيون عبر طائرات مسيرة مفخخة".