ألوية الناصر صلاح الدين

الإعلام الجهادي _ خاص

هي فلسطين تتزين لتودع أبنائها الشهداء , وتفرح بوحدتهم في سلمهم وحربهم , وهذه كانت إحدى رسائل عملية " فتح خيبر " التي مثلت انصهاراً للأطياف الفلسطينية تحت راية الألوان الأربعة.. كان جنود هذه الغزوة هم ثلة الثلة المجاهدة من أبناء الوطن .. الشهيد المجاهد عماد أبو سمهدانة من ألوية الناصر صلاح الدين والشهيد المجاهد محمد العزازي من سرايا القدس، والشهيد المجاهد يوسف عمر من كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، الذين أكملوا النهج والطريق ذاته الذي فتح به حصن خيبر على أيدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

تفاصيل العملية

العملية بدأت عندما بدأ الدماغ العسكري الفلسطيني الأول الشهيد القائد/ محمد الشيخ خليل - أبو خليل -قائد سرايا القدس برصدٍ كاملٍ لتحركات الجيش داخل مستوطنة "موراج "شمال مدينة رفح, حيث وضع أبو خليل نصب عينيه عملية نوعية تقلق الأمن الصهيوني المتمثل بحصن "موراج", ومن هنا بدأ أبو خليل بالتخطيط والتجهيز لتنفيذ تلك العملية بأسرع وقت ممكن.. استعان "أبو خليل" رحمه الله بـ الشهيد القائد/ جمال أبو سمهدانة (أبو عطايا) الأمين العام للجان المقاومة في فلسطين وقائد ذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين لإختيار الشباب المجاهد المؤهل لتنفيذ تلك العملية المعقدة, وفق الاعتبارات التالية : الالتزام الديني والأخلاقي والأهلية الجسدية.. فأحسن "أبو عطايا" رحمه الله اختيار الشباب برسم المشيئة الإلهية .

بعد عمليات الرصد المتتالية على مدار الساعة , والتي تناوب عليها الشهيدين القائدين بالاستعانة بالفتية الثلاثة المؤمنين, تم تحديد نقطة الدخول إلى الموقع العسكري واختيار أفضل الطرق لذلك.. وفي فجر يوم الخميس الموافق 23-9-2004م وبعد أداء المجاهدين صلاة الفجر تم إيصالهم إلى نقطة تبعد 200 متر من موقع تنفيذ العملية , أوعز المقاتلين إلى مركز القيادة في غرفة العمليات المشتركة عبر أجهزة الاتصال المعدة مسبقاً من قبل القائد أبو خليل بالجهوزية الكاملة لبدء العملية, وهنا بدأت الرعاية الربانية بتقوية عزائم المجاهدين فإذ بالضباب المفاجئ يلف المجاهدين الثلاثة وهم في طريقهم لثغرة الدخول, وبعد تخطي السياج الأمني بدأ الشباب المتزنرين بسلاح الكلاشنكوف مع كفايتهم من الذخيرة , والموزع عليهم عبوات ناسفة لكلٍ منهم , بتنفيذ الخطة التي تقتضي بزراعة العبوات الناسفة في كمين محكم لاستدراج الجيبات المحملة بالجنود , بعد أن يتم الاشتباك من قبل مجاهدين مع الجنود المتواجدين في الموقع وفوق الأبراج العسكرية.

بعد زراعة العبوات في الكمين وائتمان الاستشهادي محمد العزازي عليها, تقدم الاستشهاديين عماد أبو سمهدانة ويوسف عمر للاقتحام , وقبل الثكنات العسكرية ب 70 متر أخبر الاستشهاديون القيادة بواقع الميدان , فوجهت القيادة الاستشهاديان عماد ويوسف لاقتحام أبراج المراقبة "القلب" أولاً , والتخلص من الجنود الصهاينة المتواجدين فيها , وبعد توجه المجاهدين لبرجي مراقبة وتفحصهما تفاجئوا بخلوهما , فقاما بإخبار القيادة بالأمر.

مع اقتراب الوقت من الساعة السابعة صباحاً كان الوقت يقترب أكثر من قيام الجنود بتناول وجبة الإفطار,فـ أتت أوامر القيادة بمهاجمة الموقع من الداخل والقضاء على جميع الجنود المتواجدين فيه , فقتلوا جنديين وجدوهما في غرف المنام , ومن ثم توجهوا إلى قاعات الطعام فرموا قنابلهم ومن ثم قضوا على من بالداخل , وبعد الانتهاء أخبروا القيادة بإشارة تفيد تطهير الموقع بشكل كامل.. فأوعزت القيادة للمجاهدين بالتجهز للإسناد القادم ومن تلك اللحظة أكملت القيادة إشرافها على العملية عن طريق جهاز الاتصال الموجود مع الاستشهادي محمد العزازي الكامن بانتظار تقدم أي آلية للاحتلال.

جرى اشتباك بين المجاهدين عماد ويوسف مع قوة إسناد استمر لقرابة الساعة, وبعد توقف الاشتباك أيقنت القيادة ارتقاء المجاهدين, ولكن لم يتم التحرك من قبل الجنود والمركبات باتجاه الكمين, وإذ بالعزازي يطلب مواصلة الاشتباك , ولكن القيادة طلبت منه الثبات عند الكمين لأن الهدف الرئيس من العملية هو استدراجهم إلى الكمين, ومن ثم بدأ الاحتلال بتمشيط الموقع والمنطقة المحيطة بشكل عشوائي و بكثافة نيرانية عالية.

أثناء المعركة الشرسة واللحظات الصعبة التي عاشها الاستشهادي العزازي وإذ بالمركبات تتجه باتجاه معاكس للكمين , فأخبر القيادة وكان الرد من الشهيد القائد أبو خليل بالتزام المكان وعدم مبارحته , وهنا ظهرت ملامح الصبر أروع ما تميز به الشهيد العزازي وظل متمترساً في خندقه بانتظار الإذن.

وفي خضم اتصال الشهيد القائد محمد الشيخ خليل مع الاستشهادي محمد العزازي أخبره بتقدم دبابة باتجاهه وطلب الإذن بتفجيرها , ولكن أبو خليل بحنكته العسكرية طلب منه الانتظار والترقب للجيبات المحملة بالجنود التي تسير عادة خلف الدبابة مما يكسب المزيد من القتل في صفوف العدو, ومع تقدم أحد الجيبات إلى نطاق الكمين قام الاستشهادي محمد العزازي بتفجير العبوات , وإذ بالعبوات لم تنفجر بسبب التمشيط المسعور من قبل جرافات وآليات الاحتلال وانقطاع الأسلاك.. بعد ذلك أعلنت قوات الاحتلال باكتمال تمشيطها للمنطقة وخلوها من المجاهدين.

استدعت الصحافة العسكرية الصهيونية لتغطية الحادثة العسكرية الأمنية الخطيرة مدعية إنهائها لتلك العملية , ولكن ما عرفوا أن البأس الأعظم والفارس الأشم كان ينتظرهم بتلهف الأسد الكامن لفريسته , وهنا كانت المفاجأة عندما انقض المجاهد محمد العزازي عليهم أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي, وأمطر الجنود الموجودين بصليات متتالية من الرصاص من مسافة لا تتعدى بضع أمتار، ليرتقي بعد ذلك شهيداً ويلحق لحق بركب أخويه المجاهدين عماد أبو سمهدانة ويوسف عمر، تاركين خلفهم ما يقارب العشر جنود من القتلى وعدد آخر من الإصابات كان من بينها المراسل العسكري للتلفزيون الصهيوني.

 تم التخطيط للعملية بدقة فائقة

نقل موقع يديعوت احرونوت الالكتروني، عن قائد كتيبة "شاكيد" التابعة لوحدة غفعاتي العسكرية الصهيونية، العميد عوفر ليفي، قوله أن الهجوم الذي نفذه مقاتلون فلسطينيون على موقع عسكري صهيوني في قطاع غزة "تم التخطيط له بدقة فائقة".

وأضاف القائد العسكري الصهيوني أن المقاتل الفلسطيني لثالث "كان ينوي على ما يبدو وضع عبوة ناسفة بين دفيئات مستوطنة موراج لكي تنفجر بالجنود الصهاينة عندما يقومون بملاحقته".

ومضى يقول انه قد يكون هناك فلسطينيون آخرون قدموا المساعدة للمقاتلين الفلسطينيين الثلاثة قبل تنفيذ الهجوم وخلاله.

مقتل نائب قائد مجمّع "غوش قطيف"

أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال الصهيوني أنه تم فتح تحقيقٍ حول كيفية تمكّن ثلاثة مقاومين فلسطينيين من اقتحام مستعمرة "موراج" اليهودية جنوب قطاع غزة ، لا سيّما الوصول إلى أماكن غرف الجنود في قاعدةٍ عسكرية.

وذكر الناطق ، للإذاعة الصهيونية، أن العملية أسفرت عن مقتل ضابط رفيع المستوى هو نائب قائد وحدة المجمع الاستيطاني "غوش قطيف" اليهودي في جنوب قطاع غزة ، إضافة إلى ثلاثة جنود وإصابة آخر ، إضافة إلى إصابة صحافي صهيوني من صحيفة /يديعوت أحرونوت/ الصهيونية.

ويتبيّن من التحقيق الأوليّ أن المجاهدين الثلاثة تمكّنوا من دخول الموقع العسكري في مستعمرة "موراج" مستخدمين طريقاً تستخدمه دبابات الجيش الصهيوني ، مشيرة إلى أنهم دخلوا إلى إحدى الغرف الخاصة بالجنود وأطلقوا النار على جنديين ما أسفر عن مقتلهم . وفي طريقهم أطلقوا النار باتجاه نائب قائد وحدة "غوش قطيف" ما أدّى إلى مقتله وإصابة جنديّ آخر بجروح .