ألوية الناصر صلاح الدين

 

خــاص /

عشرة أعوام مضت على إرتقاء الشيخ المجاهد الشهيد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا ",لا يمكن أن نعطي هذا الرجل حقه ,ولو سطرنا بالمداد مئات بل آلاف الصفحات , لأنه القائد الذي يملك  القلب الكبير ,الذي يتسع لفلسطين ولكل من يعشقها , ولكل من يجود بالدماء من أجل طهرها المرتقب , من دنس أعداء الله والإنسانية من الصهاينة المجرمين .

سوف نتوقف عن الحديث عن بطولات الشهيد " أبو عطايا " ودوره البارز في إنطلاقة إنتفاضة الأقصى وتعزيز إستمراريتها , للانتفاض من ذل الاتفاقيات وواقع الارتهان لمسار التسوية الخائب , لأن من لا يعرف " أبو عطايا " لا يعرف فلسطين ولا يسكن وجع القدس في قلبه , لان الشهيد " أبو عطايا " من أعلام الجهاد في بيت المقدس بلا منازع , ومن يحاول طمس الحقائق بنظرة حزبية ضيقة , عبر قتل الصورة أو تجاهل تلك الشخصية الفريدة من نوعها, والتي نالت الإجماع الشعبي والفصائلي , لن يكون نزيها من نفسه ولا صادقه مع ذاته.

بل سيكون حديثنا حول "أبو عطايا" الإنسان , صاحب الابتسامة المشرقة في أحلك الأوقات وأصعبها , بل أن شئت قل وتحت القصف الصهيوني المباشر كانت لا تفارق الدعابة الشهيد " أبو عطايا"  رحمه الله .

أبو عطايا وعائلات الشهداء

من لم يعرف " أبو عطايا " لقد ضاع نصف عمره , قالها أحد الأخوة الذين عايشوا الشهيد "أبو عطايا" وهو يروي الحوادث والمواقف عن إنسانية هذا البطل , كيف إذا شعر بمشكلة أو حاجة لأحد الناس يكرس جل وقته , بالرغم من مشاغله الكثيرة ليقضى للناس حوائجهم .

يقول كان يواسي عائلات الشهداء , ويكون أول من يصل إلى بيوتهم في حالة إستشهاد احد أبنائهم, وكان ذلك يترك الأثر الطيب على عائلات الشهداء , الذين ما أن يشاهدوا  الشهيد "أبو عطايا" بزيه العسكري , حتى ترتفع معنوياتهم , فيداعب صغارهم أو أبناء الشهيد , ويجلس مع والدة ووالد الشهيد , ويرسم بإبتسامته جواً من المرح والبهجة , بالرغم من قسوة فراق الأحبة , وهو يتحدث عن كرامات الشهداء وموعدهم عند رب العالمين من الجنان والحور العين .

أبو عطايا والمرابطين

وينقل لنا أحد المجاهدين كيف كان الشهيد " أبو عطايا" يتفقدهم في ساعات الليل المتأخرة , ويأتي لهم بالطعام وبراد الشاي , ويجلس معهم في أماكن رباطهم , وعندما يطلب منه الأخوة المغادرة للراحة وطلب الأمن لقائدهم إذا كان هنا خطر داهم , يرد عليهم أنا عارفكم " تريدون أن تحرموني من الحوار العين يا عزابية " فتسود الابتسامة وأجواء الآلفة بين القائد وجنوده ويستمر معهم في رباط حتى يرفع مؤذن الفجر الآذان .

أبو عطايا الداعية الناجح

احد الأخوة يقول كنت  أدخن السجائر وأرى عدم مقدرتي عن الإقلاع عن هذه العادة السيئة , وأكره اللحظة التي يذكرني فيها بضرورة ترك السجائر , إلا أن أسلوب الشهيد " أبو عطايا" الذي ما نهرني ولا كدرني ولا قاطعني لأني أدخن السجائر ,بل كانت أسلوبه الراقي المصحوب بالدعابة هو الذي أعانني بعد الله على ترك تلك العادة السيئة , فلقد كان رحمه الله داعية في سلوكه ومعاملته الطيبة وما يملك من قلب محب يطلب النجاة للجميع .

أبو عطايا الأب العطوف

يحدثني أحد الأخوة أن أبناء " أبو عطايا " جاءؤا لزيارته في موقع تدريب تابع لألوية الناصر صلاح الدين ,وكان قد غاب عنهم لظروف مطاردته من قبل العدو الصهيوني ,وعندما جاء أبنائه لزيارته ,أبكى الموقف أغلب من شاهده وهو يقبل في أبنائه ,ويلعب معهم كأنه طفل صغير , ويحدثهم ويلاعبهم , ويزحف مع صغيرهم يعلمه الحركات العسكرية , فكان أبو عطايا على طبيعته دون تكلف يعبر عما يموج في قلبه من حب لأولاده وكذلك كان يعبر عن حبه لكافة الأخوة بان يتقدم دائما عليهم خطوات من حيث تقديم الواجب في أحلك الظروف .

لقد كان الشهيد " أبو عطايا " يشكل الأب الحنون لكل أبناء شعبنا ممن عرفوه وخالطوه وخاصة أبناء لجان المقاومة وألويتها , حتى كانوا يسروا له مشاكلهم ويبثوا له همومهم وكان يستمع لهم ويعالج كل مشاكلهم ويداوي كل همومهم بأسلوبه البسيط العفوي الراقي ما كان يسمع أن هناك متخاصمان إلا ويعقد العزم على مصالحتهم وينتهي الخلاف بينهما بمجرد وجود " أبو عطايا " كان رحمه الله صاحب مشروع  الإخوة بين المجاهدين والعاملين في ساحات الجهاد وكان " أبو عطايا " يؤمن أن مشوار التحرير طويل يحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الكلمة والصف المقاوم من أجل أن نسرع في خطوات نصرنا الموعد , ومن أجل أن تقترب اللحظة التاريخية , فترتفع أصوات الكبير على جبال القدس بإذن الله .