ألوية الناصر صلاح الدين

تبدي الدوائر العسكرية والاستخبارية الصهيونية قلقاً متزايداً مما تعتبره شواهد تدلل على تصميم المقاومة على تطوير قدرات ومجالات عمل وحدة الكوماندوس البحري التابعة لها.

ويخشى جيش الاحتلال أن تتجه المقاومة إلى التركيز على استخدام الكوماندوس البحري في تنفيذ عمليات التسلل إلى العمق الصهيوني كبديل عن عمليات التسلل التي تتم عبر الأنفاق الهجومية، في أعقاب نجاح الكيان الصهيوني في كشف عن عدد منها أخيراً.

ويدعي جيش الاحتلال أن المقاومة، تقوم بمحاولات حثيثة لتطوير وحدة الكوماندوس البحري من خلال التزود بالعتاد المناسب، إلى جانب القيام بتدريبات مكثفة بشكل متواصل.

وفي السياق، نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يوم الثلاثاء، عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إن جيش الاحتلال ضبط في معبر كرم أبو سالم، الذي يتم عبره نقل البضائع إلى قطاع غزة، بزّات خاصة بالغطس في عربة محملة بالملابس الرياضية المستوردة.

وحسب المصادر، فإن بزات الغطس كانت في طريقها للمقاومة. وتنوه المصادر، بحسب ما نقلته الصحيفة، إلى أن الكوماندوس البحري يتزود بعتاد متطور وحديث في مؤشر على توجه المقاومة لمواصلة الاعتماد على هذه الوحدة في تنفيذ عمليات خلف خطوط جيش الاحتلال، كما حدث في الحرب التي شنتها دولة الاحتلال على قطاع غزة في صيف 2014.

وتشدد المصادر على أن "الكابوس" الذي تفزع منه المؤسسة الأمنية للاحتلال يتمثل بنجاح عناصر الكوماندوس البحري في التسلل إلى المنطقة الفاصلة بين ميناء أسدود ومدينة عسقلان والتمترس على اليابسة وإطلاق صواريخ من هناك على السفن التجارية التي ترسو في الميناء أو القطع الحربية التي تتواجد في القاعدة البحرية العسكرية الكبيرة التي تتواجد بالقرب من الميناء.

وتحذر المصادر العسكرية من إمكانية توجه "الكوماندوس البحري" لاستهداف حقول الغاز التي استولت عليها دولة الاحتلال قبالة ساحل حيفا.

ونقلت صحيفة "معاريف" أخيراً عن مصادر في سلاح البحرية الصهيونية قولها إن السلاح يجري تدريبات باستمرار لإحباط محاولات قد يقدم عليها "الكوماندوس البحري" التابع للمقاومة للتسلل إلى حقول الغاز والسيطرة عليها وأسر العاملين فيها.

وتقدّر الدوائر العسكرية الصهيونية أن يفضي تمكن جيش الاحتلال من تحديد وتدمير الأنفاق الهجومية التي تحفرها المقاومة على طول الحدود بين قطاع غزة والكيان إلى دفع المقاومة لزيادة الاعتماد على الكوماندوس البحري. وفي السياق، يقول المعلق العسكري في صحيفة ميكور ريشون، أساف جيبور، إن هناك ما يدلل على أن المقاومة تتجه لاعتماد عمليات التسلل من خلال الكوماندوس البحري بدل العمليات التي كانت تقوم بها "نخبة الأنفاق"، التي نفذت معظم عمليات التسلل خلال الحرب الأخيرة، والتي أحرجت الجيش الصهيوني.

وفي تقرير نشرته الصحيفة، يوم الثلاثاء، ينقل جيبور عن مصادر عسكرية قولها إن ضبط بزات الغطس المخصصة لعناصر الكوماندوس البحري يمثل "جزءاً يسيراً من المحاولات التي تقوم بها الحركة من أجل تعزيز قوة وحضور هذه القوة".

وتشير المصادر، بحسب ما يرد في التقرير، إلى أنه إذا كانت المقاومة قد استخدمت خلال الحرب الأخيرة الكوماندوس البحري في مهاجمة قاعدة زيكيم البحرية، التي تقع شمال القطاع، فإنه يرجح أن يكون هذا النمط من العمليات هو السائد في الحرب والمواجهات المقبلة.

ويوضح جيبور أن التقديرات العسكرية الصهيونية تؤكد أن الهالة التي تعاظمت حول الكوماندوس البحري ساعدت المقاومة على استقطاب عدد كبير من الشباب الفلسطيني، الذي بات الكثير منهم معني بالانضمام للوحدة.